شلل الحجاب الحاجز ومضاعفته

شلل الحجاب الحاجز ومضاعفته
المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

يعاني المرضى الذين يعانون من شلل في الحجاب الحاجز من ضعف في وظيفة الحجاب الحاجز وتقليل قدرتهم على التنفس بشكل سليم، ويواجهون صعوبة في السيطرة على التنفس بشكل اختياري. كما يصبح من الصعب عليهم إدارة تبادل الغازات بشكل فعال حتى أن رئتيهم لا تستطيعان استنشاق وإخراج الهواء بكفاءة.

يعود ذلك إلى أن الإشارات التي يرسلها العصب الحجابي إلى الحجاب الحاجز ضعيفة ولا تكفي لإحداث تغير في انقباضه أو استرخائه، أو ربما يكون عدم قدرته على إرسال جزء من الإشارة إلى الحجاب الحاجز بالكامل هو المسؤول.

دعنا نتعرف أكثر عن هذا الموضوع بالتفصيل مع


أنواع شلل الحجاب الحاجز

تتضمن أشهر أشكال شلل الحجاب الحاجز ما يلي:


1. الشلل أحادي الجانب

يشمل التشلُّل النصفي فقدان مؤقت لحركة جزئية بالحجاب الحاجز الموجود على جانب واحد، مما يعني أنَّه يتمُّ استخدام جزءٍ آخر من الحجاب الحاجز ككل، حيث يتأثر الجزء المشلول لتصعده إلى منطقة الصدر ويغطِّي جزءًا من مساحة مخصصةٍ لعملية التنفس.


2. الشلل الثنائي

عندما يعاني الحجاب الحاجز من الشلل الكامل، يعني ذلك أنه لا يستطيع القيام بوظائفه في التنفس بالشهيق والزفير، وعادةً ما يحتاج المصاب إلى جهاز مساعد للتنفس.

أعراض شلل الحجاب الحاجز

تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:

تشعر بصعوبة في التنفس ويتفاقم الشعور بالتشنجات أكثر عند الجلوس أو الاستلقاء.

تعب.

أرق.

صعوبة في النوم.

التهاب في الرئة.

أسباب وعوامل خطر شلل الحجاب الحاجز

تتضمن أسباب وعوامل الخطر التي تشكل تأثيرًا على حدوث شلل الحجاب الحاجز عدة عناصر مثل:

يمكن أن يؤدي سرطان الرئة إلى تضخم العقد الليمفاوية والتأثير على الأعصاب، حيث يحدث نموه أو ضغطها.

تتمثل الصدمة الجراحية في الأضرار غير المتعمدة التي يتعرض لها المريض بعد خضوعه لجراحة في القلب أو الرحم.

قد يُعاني الرضع والأطفال الحديثي الولادة من اضطرابات في العصب الحجابي، نتيجة تأثير صعود رأسهم بسبب ولادتهم الجديدة.

يطلق على الحالات التي تؤثر على الأعصاب والعضلات بأسماء مختلفة، منها التصلب الجانبي الضموري، والتصلب المتعدد، والحثل العضلي، وغيرها من الاضطرابات العصبية العضلية.

اضطرابات النخاع الشوكي والشلل الرباعي.

إصابة العصب الحجابي.

أمراض الجهاز العصبي التي تشمل الغدة الدرقية، وأمراض المناعة الذاتية، ومتلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome)، وغيرها.

مضاعفات شلل الحجاب الحاجز

غالباً ما تكون محدودة مضاعفات الشلل الحاجز من جهة واحدة، إذا لم يكن هناك أمراض مرافقة أخرى، ويمكن ظهور مضاعفات، كالتالي:

ضيق التنفس.

عدم تحمل التمارين الرياضية.

إذا لم يتم علاجه، فإن زيادة ثاني أكسيد الكربون يحدث.

الخلل التنفسي هو إحدى المضاعفات المدمرة للغاية.

تشخيص شلل الحجاب الحاجز

يتم التشخيص المبدئي لشلل الحجاب الحاجز من خلال الفحص البدني والاستعانة بتاريخ المرضى وأعراضهم. يتم اكتشاف عائق في حركة جدار البطن باتجاه خارجي طبيعي، بدلاً من أن يتحرك داخلًا خلال عملية استنشاق المرضى وهذا معروف باسم الحركة المتناقضة.

أثناء تقييم المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بشلل الحجاب الحاجز، يجب مراعاة سبب المشكلة. وعلى سبيل المثال، إذا أجرى المريض عملية قلب، فإنه من المتوقع على نطاق واسع أن 20٪ من هؤلاء المرضى يواجهون ضعف بسبب تبريد العصب الحجابي. هذا التأثير يختفي مع مرور الوقت.

يمكن تحقيق التشخيص من خلال استخدام مجموعة من المعلومات المتعلقة بتاريخ المريض ونتائج تحاليل الفحص البدني والتصوير الطبي والاختبارات الأخرى، ومن أهم طرق التشخيص ما يأتي:

تصوير صدر الإنسان بواسطة الأشعة (Chest Radiographs).

يوجد العديد من الحالات التي تعاني من شلل الحجاب الحاجز على جانب واحد ولا يظهر عليها أي أعراض، ومن ثم، يتم اكتشاف بعض تلك الحالات بسبب التصوير الشعاعي للصدر كطرف علاجي.

تستطيع أشعة الصدر بمفردها تشخيص ما يصل إلى ٩٠٪ من حالات شلل الحجاب الحاجز من جهة واحدة، حيث يكون الحجاب الحاجز الموضع على الجهة اليمنى قليلاً أكثر ارتفاعًا منه على الجهة اليسرى. وبذلك، إذا تم رفعه بزواية أشد فإن المصاب يمكن أن يخشى شلل الحجاب الحاجز الموضع على جانبه الأيمن.

إذا كانت ارتفاعات نصفي الحجاب الحاجز الأيسر والأيمن متشابهة، يمكن أن يكون هناك شك في وجود شلل نصفي للحجاب الحاجز الأيسر.

يتم استخدام التقييم الفلوروسكوبي لتقييم المشاكل التي قد تحدث داخل الجسم، وذلك باستخدام آلة تسمى الفلوروسكوب. يعرض هذا الجهاز صورًا مرئية عالية الوضوح لمنطقة جسدية محددة، كالصدر أو المعدة، وذلك بإضاءة نانوية من خارج الجسم. تتم هذه العملية بإشراف خبير في استخدام جهاز الفلوروسكوب، يقوم بالتحول في مكان حركة المنطقة المستهدفة و تصحيح اتجاه المغنطيس أثناء عملية التصوير.

إذا كان المريض مشتبهًا في إصابته بشلل الحجاب الحاجز أحادي الجانب، بعد اطلاعه على نتائج الأشعة السينية للصدر، يُمكن تأكيد التشخيص عن طريق استخدام الفحص التنظيري.

إذا تعرض حجاب الحاجز الأحادي الجانب للشلل، فإنه سيكون من غير المرئي أن نصف الحجاب الحاجز المشلول لن يظهر أي حركة، وقد تكون هناك حركة غير عادية في التجويف الصدري عند استنشاق نفس عميق.

تُستخدم اختبارات وظائف الرئة لتقييم صحة الجهاز التنفسي وقدرته على توريد الأكسجين إلى الدم وإخراج ثاني أوكسيد الكربون. يتم ذلك من خلال قياس كمية الهواء التي يستطيع المصاب باستنشاقها وزائدة مع سعة الرئة المتبقية، كذلك قوة تنفس المرء. تُشير نتائج هذه الاختبارات إلى أية مشكلات في التنفس يُصاب بها المرء.

تعتبر الحجاب الحاجز المانع عضلة رئيسية للتنفس، فهي تمثل نحو 80% من طاقة التنفس. إذا تعرض الحجاب الحاجز لشلل أحادي جانبي، سوف ينخفض قدرة التنفس بمعدل 50%.

تنخفض هذه النسبة بنسبة 25٪ أثناء الاستلقاء بسبب ضعف العضلات والضغط الموجه من التجويف البطني للرأس، وممكن أن تظل حجوم الرئتين الأخرى بدون تغيير طالما استمر الشَلَلُ أحادِيَّ الجانِب.

. تخطيط كهربية العضل (Electromyography)

له الكهربائية التخطيط للعضل دور محدود نوعًا ما في تشخيص شلل الحجاب الحاجز من جانب واحد . إذا كانت هناك مشكلة محددة في العصب الحجابي، فإن التحفيز لن يؤدي إلى تقلص العضلات.

تقوم قياسات الضغط عبر الحجاب الحاجز بتقدير مستوى الضغط داخل الصدر، من خلال قياس الفارق بين ضغط الهواء داخل وخارج المرئ، وذلك باستخدام عدة أدوات وأساليب تشمل تقنية التنفس الأساسية وتقنية المانومتر لتسجيل حركة كمية هذه الضغوط.

عند الإصابة بشلل أحادي الجانب في الحجاب الحاجز، من المرتقب أن ينخفض مستوى الضغط عبره، بسبب عدم قدرة الحجاب الحاجز على التقلص بشكل كامل. وفي حالة شلل نصفي في الجانب الأيسر من الحجاب، سيتم تخفيض مكون المعدة لقياس ضغطها عبر هذا الحجاب أكثر من المكون المتواجد في جانبه الأيمن.

تتعلق الموجات الفوق صوتية للصدر (Thorax Ultrasound) بفحص الصدر باستخدام الموجات فوق الصوتية.

يمكن استفادة من التقنية الصوتية لدراسة الصدر وتشخيص حالات شلل الحجاب الحاجز، إذ يمكن تصوير الحجاب بصورة خط سميك باستخدام الموجات فوق الصوتية.

تم تطبيق الوضع "م" لتصوير حركة الحجاب الحاجز التي تعاني من الشلل، ولكنه غير قادر على إظهار أي حركة خلاف التنفّس بشكل عادي، سواء كان هادئاً أو تنفّساً عميقاً.

يشير التصوير المقطعي المحوسب إلى تقنية استخدام أجهزة الرنين المغناطيسي للتقاط صور ثلاثية الأبعاد للأجزاء الداخلية من جسم الإنسان أو أي كائن حي آخر. يتمثل هذا الأمر في تغذية إشارات كهربائية خلال المادة المراد تصويرها والتحكم في مستوى دوران التصوير بشكل محسوب، مما يؤدي إلى توليد صورة مقطعية من قبيل شظايا وهي عبارة عن ليلات منفصلة بحاسب آلي.

يمكن استخدام الأشعة المقطعية لتحديد سبب الشلل الحجابي الأحادي عند تشخيص المرضى، فضلاً عن استبعاد وجود أورام أو أسباب صدرية أخرى التي قد تؤدي إلى ضغط على الأعصاب.

التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging) الحالة الطبية التي يتم فيها استخدام تقنية المجال المغناطيسي لإنشاء صور دقيقة ومفصلة للأعضاء والأجزاء الداخلية في الجسم. هذه التقنية شائعة الاستخدام في أغراض التشخيص الطبي لتحديد تفاصيل معانٍ مثل حدوث خراب شبكية العين أو نزف دماغ، إضافة إلى عديد من التركيبات بما في ذلك جهاز المسح المغنطيسي.

إذا كان المريض يشعر بآلام في العمود الفقري العنقي، أو لتشخيص أسباب ضعف الحجاب الحاجز بدقة، يمكن التفكير في إجراء صورة رنين مغناطيسي. كما يمكن استخدام هذه الصور لإلقاء نظرة على الأنسجة الرخوة بعد حدوث صدمة.

 

. دراسة النوم (Sleep Study)

كما تم ذكره سابقًا، يؤدي تحدُّث الحجاب الحاجز للضعف أو عدم القدرة على التنفس جانبًا إلى زيادة كثافة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهو مشكلة تتصاعد خلال فترات النوم.

. اختبارات أخرى

يمكن إجراء بعض الفحوصات، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:

تتضمن فحوصات وظائف الرئة، بما في ذلك بعض الاختبارات التي تُجرى أثناء الاستلقاء والجلوس.

الحد الأقصى من ضغط الفم.

قياس الضغط عبر الحجاب الحاجز.

يمكن تنسيق العصب الحجابي الموجود في منطقة الرقبة عبر استخدام تقنية التحفيز الكهربائي أو المغناطيسي.

التخطيط الكهربائي للعضلات هو عملية تقييم النشاط الكهربائي الذي ينتج من عضلات الجهاز العظمي وتسجيله.

علاج شلل الحجاب الحاجز

يوصي بعض الأطباء بخيارات غير جراحية للتعامل مع مشاكل التنفس التي تنجم عن أضرار الحجاب الحاجز المختلفة، ويرد ضمن هذه العلاجات ما يتضمن:

1. إنظام الحجاب الحاجز

إذا كان العصب الحجابي سليمًا، فإن الخيار الجراحي المطروح هو التدخل الطفيف والمتقدم لتنظيم سرعة حركة حجاب الحاجز. وهو يشمل عادة وضع أداة تنظيم ضربات القلب لتنظيم نسبة التنفس عبر تحفيز العصب الحجابي باستخدام التقنية الكهربائية.

2. ثني الحجاب الحاجز

يُعتبر الثني خيار جراحي آخر في علاج الإصابة المشلولة للحجاب الحاجز، حيث يقوم بربط الجهة التالفة من الحجاب بالطرف الذي يعمل بشكل طبيعي، ما يمنع ارتفاع الحجاب المضغوط داخل التجويف ويسهِّل التنفس من خلال تمدده بكفاءةٍ أكبر.

3. دعم التنفس الصناعي

يمكن أن يعتبر الضغط الإيجابي غير الجراحي للتهوية خيارًا علاجيًا لمرض شلل الحجاب الحاجز الأحادي في حالة الضرورة، وفي كثير من الأحيان يختبر المرضى أعراضًا رغم عدم وجودها في حالات إصابتهم بأمراض رئوية مختلفة أو تفاقم اصابتهم بالأمراض المخبَّأة، كذلك، يُستخدَم استراتِيْچِية التهوية المسانِديّة بشكل مؤقْت حتى يتعافى المُصاب. لا يمكننا إجراء العملية الجراحية على المريض في الوقت الحالي لأن حالته حرجة جدًا ولديه مشاكل صحية أخرى. سنحتفظ به في المستشفى وسنقدم له العلاج التقليدي حتى يُصبح قادرًا على تحمُّل آثار العملية في المستقبل.

هذا الخيار ليس علاجًا، بل هو مجرد تصحيح لعجز التهوية، حيث يستخدم في علاج العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، أو في الليل، نظرًا لأن وضعية الاستلقاء تؤدي إلى تفاقم ضيق التنفس مع ضعف الحجاب الحاجز.

الوقاية من شلل الحجاب الحاجز

لا يمكن الوقاية من الإصابة بالمرض.

المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

احجز عند أفضل دكتور انف واذن وحنجرة