خلال فصل الشتاء، يكون من الصعب مراقبة مستويات ضغط الدم، لذا يجب توخي الحذر في هذه الفترة من السنة، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. تؤثر برودة الشتاء سلبًا على صحة الجسم، مما يزيد من ضغط الدم ويزيد من إمكانية الإصابة بمشاكل صحية متعددة. دعونا نتعرف على أبرز النصائح التي يجب اتباعها لمرضى القلب في فصل الشتاء فى هذا المقال .
اسباب ارتفاع ضغط الدم في الشتاء :
لا تقتصر أسباب ارتفاع ضغط الدم في فصل الشتاء على انخفاض درجات الحرارة، بل توجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى تغيير في الجسم ومستويات ضغط الدم، ومن بين هذه الأسباب :
- زيادة الوزن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، بينما ينخفض ضغط الدم عندما ينخفض الوزن.
- تناول أطعمة غنية بالملح، حيث أن الملح يساهم في زيادة ضغط الدم.
- قلة النشاط: يميل العديد من الأفراد إلى انخفاض النشاط البدني خلال فصل الشتاء، مما يؤدي إلى تقليل معدل ممارسة التمارين الرياضية مقارنة بفصل الصيف، وهو ما قد يساهم في ارتفاع ضغط الدم خلال هذه الفترة.
- تنشيط الجهاز العصبي الودي، الذي يُسهم في تنظيم كيفية استجابة الجسم للتوتر، وإفراز هرمون الكاتيكولامين، الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم عن طريق تسريع معدل ضربات القلب وتقليل تدفق الدم.
- استخدام الأدوية لمعالجة بعض المشاكل الصحية: يُعرف فصل الشتاء بأنه فترة انتشار نزلات البرد والإنفلونزا وكثرة الفيروسات الشائعة، بالإضافة إلى الالتهابات البكتيرية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي مثل الأنف والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية، وكذلك الجهاز التنفسي السفلي الذي يتضمن الشعب الهوائية وأنسجة الرئة. نتيجة لذلك، يزداد إقبال الناس على تناول الأدوية المخصصة لعلاج نزلات البرد واحتقان الأنف والإنفلونزا، بالإضافة إلى الأدوية التي تخفف من آلام المفاصل. إلا أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، مثل ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض درجة حرارة الجسم يحدث نتيجة لانخفاض درجات حرارة الطقس، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجلد. وهذا بدوره يرفع ضغط الدم ويزيد العبء على القلب، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
معدل ضغط الدم الطبيعي :
من الطبيعي أن تكون قراءة ضغط الدم أقل من 120 للضغط الانقباضي و أقل من 80 للضغط الانبساطي، أي 120/80 ملم زئبق.عندما يكون الضغط الانقباضي ما بين 120 و 139، أو الضغط الانبساطي بين 80 إلى 89، فإن أطباء القلب لا يعتبرون قراءة ضغط الدم طبيعية. كما أنها لا تشير إلى وجود مرض ارتفاع ضغط الدم، بل تُصنف كمرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم (Prehypertension). أما إذا كانت قراءة الضغط الانقباضي 140 أو أكثر، أو الضغط الانبساطي 90 أو أكثر، وتم تكرار هذه القراءات على مدى ثلاثة أيام مختلفة، فسيتم تشخيص الحالة بارتفاع ضغط الدم. يمكن السعي لتحقيق نجاح في تنظيم قراءاته لتكون ضمن المستويات الطبيعية، من خلال الالتزام بالخطوات التالية :
- اتباع سلوكيات صحية في نمط الحياة.
- تناول الأدوية التي تخفض ضغط الدم المرتفع، وقد يستلزم الأمر أخذ جرعات أكبر من الأدوية مقارنة بالأوقات الأخرى من السنة.
- المراقبة الدقيقة لأي تغيرات في قراءات قياسه، أو أي من الآثار الجانبية لعلاج الأدوية الموصوفة، أو ظهور أي علامات على وجود مضاعفات في الأعضاء المتأثرة.
نصائح لمرضى القلب في الشتاء :
لتجنب ارتفاع ضغط الدم وتأثيراته على صحة القلب، توجد مجموعة من التوصيات التي ينصح باتباعها، خصوصًا لمرضى القلب، وتشمل :
- تعزيز جهاز المناعة: من المهم العناية بتقوية جهاز المناعة لحماية الجسم من الأمراض الشائعة خلال فصل الشتاء، والتي قد تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، وخاصة الخضروات والفواكه بمختلف أنواعها.
- الحصول على لقاح الأنفلونزا الموسمية: بعد استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي حالة صحية تمنع تلقي اللقاح، حيث يساعد هذا اللقاح في تقليل احتمالات الإصابة بالأنفلونزا خلال فصل الشتاء. يُنصح بأخذه في بداية موسم الخريف من كل عام.
- ممارسة الرياضة: لا تقتصر ممارسة الرياضة على أوقات معينة من السنة، بل هي ضرورية طوال العام للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية وللوقاية من الأمراض المتنوعة. كما أن الرياضة تساهم في الشعور بالدفء وتخفف من الإحساس بالبرودة، مما يساعد على تقليل الكسل والخمول خلال فصل الشتاء لكن هذا لا يعني أنه يجب الإفراط في ممارسة الرياضة، بل ينبغي ممارستها بشكل معتدل وتجنب الجهد المفرط.
- من الضروري عدم تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب أولاً، للتأكد من عدم تسببها في آثار جانبية مثل ارتفاع ضغط الدم وما ينتج عنه من مشاكل صحية للقلب. ويشمل هذا الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري أو صعوبات التبول نتيجة تضخم البروستاتا يمكن أن تؤثر هذه الأدوية سلباً على فعالية الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى المرضى. على سبيل المثال، تؤدي مضادات الاحتقان التي تحتوي على مادة زودو إفيدرين إلى زيادة ضغط الدم. رغم أن هذه الزيادة قد تكون طفيفة، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الجلطات القلبية والسكتات الدماغية واضطرابات إيقاع نبض القلب، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.
- الحرص على قياس ضغط الدم بشكل منتظم: لضمان بقاء معدلاته ضمن الحدود الطبيعية، وفي حال ارتفاعه، يجب استشارة الطبيب لتحديد الأسباب والعلاج المناسب.
- الاهتمام بتدفئة الجسم يتطلب ارتداء عدة طبقات من الملابس للحفاظ على حرارة الجسم. في الظروف الباردة جداً، من الضروري ارتداء القبعة والوشاح والقفازات.
- تجنب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة: حيث أن هذه الأماكن تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى فيروسية، لذا يُوصى باتباع مبدأ التباعد الاجتماعي قدر المستطاع.
المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج