ضيق التنفس عند المشي وأسبابه

يحدث التنفس الطبيعي بشكل بطيء ولا يتطلب التفكير، سواء كنت تستريح أو تمارس الرياضة أو حتى تمشي. ومع ذلك، إذا بدأ الشخص في التنفس بسرعة أثناء ممارسة هذه الأنشطة، فقد يكون هذا إشارة إلى بداية حالة تسمى ضيق التنفس عند المشي.

سنتطرق في هذا المقال إلى أسباب ضيق التنفس أثناء المشي وأعراضه، وسنناقش أفضل الوسائل للعلاج والوقاية التي يمكن اتباعها لتخفيف هذه الحالة.

ما هو ضيق التنفس عند المشي ؟

يشير ضيق التنفس إلى شعور بعدم الراحة أثناء التنفس، ويختلف وصفه من شخص لآخر. قد يكون خفيفًا ومؤقتًا أو حادًا ومستمرًا لفترة طويلة. الضيق الحاد يمكن أن يدوم من ساعات قليلة إلى عدة أيام، بينما يستمر الضيق المزمن لمدة تتراوح بين 4 و 8 أسابيع.

قد يحدث صعوبة في التنفس أثناء المشي أو أثناء أداء أنشطة بسيطة مثل صعود السلالم أو المشي بشكل طبيعي على سطح مستو .

يحدث هذا عندما لا تحصل الرئتان على ما يكفي من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، مما يمكن أن يشير ضيق التنفس أثناء المشي إلى حالة طبية خطيرة تتطلب اهتمامًا.

أسباب ضيق التنفس عند المشي :

تتنوع أسباب صعوبة التنفس أثناء المشي ويمكن أن تكون مؤقتة أو مستمرة، أو حتى خطيرة للحياة، وهذه الأسباب قد تتضمن :

أسباب متعلقة بالجهاز التنفسي :

يعتمد جهاز التنفس على الرئتين والدماغ والعضلات الصدرية للتخلص من ثاني أكسيد الكربون وامتصاص الأكسجين ونقله للدم لتوصيله إلى أجزاء مختلفة من الجسم. في حال حدوث خلل في هذا النظام، قد يؤدي ذلك إلى ضيق التنفس أثناء المشي. بعض الاضطرابات الشائعة في جهاز التنفس التي قد تسبب هذه الحالة تشمل :

إنسداد الشعب الهوائية: يمكن أن يحدث عندما تكون الشعب الهوائية أو الأوعية الدموية مسدودة بسبب تجلطات الدم أو وجود أجسام غريبة في الرئة، وهذا قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل ضيق التنفس أثناء المشي.

الالتهابات : قد تحدث بعض الالتهابات في الرئة نتيجة لبعض المهيجات، مثل الحساسية أو الحالات المزمنة، والتي قد تسبب صعوبة في التنفس. ومن أبرز أنواع الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي الالتهاب الرئوي الذي يسبب التهاب الشعب الهوائية وامتلاء الأكياس الهوائية بالسوائل، مما يؤثر على نسبة الأكسجين في الرئتين.

مرض الانسداد الرئوي المزمن : يسبب التهاب الممرات الهوائية، وتضيقها، وتدهورها مع مرور الوقت، والسبب الرئيسي وراء هذا الانسداد هو التدخين.

أسباب تتعلق بالقلب والأوعية الدموية :

يعمل الجهاز القلبي الوعائي على ضخ الدم المؤكسج من الرئتين إلى كافة أنسجة الجسم بشكل منتظم. وعند حدوث عطل أو تلف في هذا النظام، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التنفس أثناء المشي. وتشمل أهم اضطرابات القلب التي من الممكن أن تسبب هذه الحالة ما يلي :

بعض أمراض القلب والأوعية الدموية : يمكن أن يسبب تضيق التنفس أثناء المشي في حالات مرضية معينة، مثل تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى انسداد الأوعية وتقليل تدفق الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب أو نشوء نوبة قلبية، والتي بدورها تسبب تضيق التنفس.

ضعف عضلات القلب : يمكن أن تؤثر قدرة القلب على ضخ الدم إلى الجسم، وتعرف هذه الحالة بفشل القلب أو قصور القلب الاحتقاني، وهى حالة مزمنة لا يقوم فيها القلب بضخ الدم بشكل صحيح إلى الجسم، وبالتالي يسبب تراكم السوائل في الرئتين وبالتالي يسبب ضيق التنفس.

أسباب متعلقة بسوء التكيف البدني :

يمكن أن تكون العوامل البيئية  ذات الصلة بالعادات غير الصحية أحد الأسباب الرئيسية لضيق التنفس أثناء المشي، وتشمل ما يلي :

قلة النشاط البدني: يمكن أن يؤدي نمط الحياة الذي لا يتضمن الكثير من النشاط البدني إلى ضيق التنفس عند المشي أو حتى مع المهام الصغيرة، ففي هذه الحالة قد لا يستطيع القلب العمل بأقصى طاقته، لذا مع مرور الوقت، تقل إنتاجية القلب، وبالتالي عند القيام بمجهود يعمل القلب بجدية أكبر ويزيد الخفقان بشكل أسرع من أجل ضخ الدم اللازم لتزويد العضلات بالأكسجين وإتمام الأنشطة.

السمنة: قد يؤدي زيادة الوزن إلى صعوبة التنفس أثناء المشي للأفراد، لذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من السمنة باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للتخلص من الزيادة في الوزن.

متى يجب الحصول على الرعاية الطبية  ؟

قد يحتاج ضيق التنفس عند المشي إلى الحصول على رعاية طبية عاجلة إذا كان مرافقًا بالأعراض التالية :

الشعور بعدم القدرة على الحصول على الكمية الكافية من الهواء بغض النظر عن مدى عمق التنفس.

الاختناق.

ألم في صدر.

الارتباك.

الإغماء.

التعرق بغزارة.

شحوب الجلد.

زرقة الجلد.

نصائح للتخفيف من ضيق التنفس عند المشي :

قد يشعر الأفراد الذين يعانون من ضيق في التنفس بأنهم بحاجة إلى التنفس بقوة أو بسرعة أكبر، وهذا يمكن أن يزيد من حدة ضيق التنفس، مما يجعل العضلات تعمل بمجهود أكبر.

ومع ذلك، هناك عدة طرق وتقنيات للتنفس يمكن اتباعها للتعامل مع ضيق التنفس أثناء المشي، منها :

ينصح بالتنفس برفق عبر الأنف وإخراج الهواء  ببطء عبر الفم.

تنظيم التنفس أثناء أداء الأنشطة اليومية، كالشهيق قبل بدء النشاط والزفير بعد ذلك، وكذلك الشهيق قبل الوقوف والزفير في وضع مستقيم.

التحكم في معدل التنفس، مثل التنفس بخطوة واحدة أثناء المشي، والمشي بخطوة أو خطوتين أثناء التنفس.