سعال المدخن وكيفية التعامل معه

سعال المدخن وكيفية التعامل معه
المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

تحتوي السجائر ومنتجات التدخين الأخرى على العديد من المركبات السامة، والتي قد تسبب للأفراد المدخنين مشاكل صحية مثل السعال المزمن، الذي من الممكن أن يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.

سنتحدث في هذا المقال عن أعراض سعال المدخن وصفاته المميزة، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الحالة.

يعاني العديد من المدخنين من السعال المستمر، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2010 على عدد من الشباب العسكريين، وجد أن أكثر من 40٪ من المشاركين الذين يدخنون يوميًا، و27٪ من المشاركين الذين يدخنون ما بين الحين والآخر  يعانون من السعال المزمن وإفراز البلغم.

مع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه ليس جميع المدخنين يعانون من سعال المدخن، وغالبًا ما تزيد فرصة حدوث ذلك لدى الأشخاص الذين يدخنون بانتظام ولفترات طويلة.


ما هو سبب الكحة عند المدخن ؟

المواد الكيميائية المتواجدة في دخان التبغ، مثل الفورمالديهايد، تعطل حركة الأهداب. هذه الأهداب تقوم بامتصاص السموم في الهواء وتنقلها نحو الفم لمنع وصولها إلى الرئتين.

وبالتالي، تأثير المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ على حركة الأهداب الحساسة يجعلها غير قادرة على إزالة السموم وتنقيتها، مما يقلل من قدرتها على دفع السموم خارج الرئتين. وبسبب ذلك، تتراكم السموم داخل الرئتين وتسبب الالتهاب والسعال.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشخص، كاستجابة طبيعية للجسم، أن يسعل بشكل أكثر من المعتاد لإزالة هذه السموم من الرئتين.

يعود سبب حدوث كحة الشخص الذي يدخن صباحًا عند الاستيقاظ إلى عدم تعرض أهدابه للدخان خلال النوم، مما يؤدي إلى إصلاحها واستعادة قدرتها على تنظيف الرئتين من السموم. وبالتالي، يزيد الشخص من السعال للتخلص من هذه السموم.

كيف يمكن تمييز كحة المدخن ؟

هناك مجموعة من السمات التي يمكن أن تساعد في التمييز بين سعال المدخن وباقي أنواع السعال، تشمل هذه السمات ما يلي :

السعال المستمر والمزعج يستمر طوال الوقت، لكنه يزداد سوءاً صباحاً عند الاستيقاظ من النوم، وعادة ما يتراجع خلال النهار.

السعال الذي يستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

يرافقها صوت صفير أو طقطقة في الصدر.

الكحة الرطبة هي التي تترافق مع وجود البلغم. ومع ذلك، يمكن أن تكون الكحة الجافة عند المدخنين في المراحل الأولى أو عندما لم يدخن الفرد لفترة طويلة.

يمكن أن يتغير لون البلغم الذي يرافق سعال المدخن، حيث يمكن أن يكون عديم اللون أو أبيض أو أخضر أو أصفر، بالإضافة إلى احتمال وجود كميات قليلة من الدم.

يمكن لتكرار السعال عند المدخن أن يرافقه تسرب الإفرازات من الأنف إلى الحلق، مما يزيد من الشدة والتكرار.

وبين العلامات الأخرى التي قد تظهر مع السعال عند الشخص المدخن الآتي :

ألم صدر.

ضيق التنفس.

إلتهاب الحلق.

يجب أن نشير إلى أن أعراض سعال المدخن تزداد تدهورًا بمرور الوقت، ما لم يقرر الشخص التوقف عن التدخين.

كيف يمكن التفريق بين السعال الناتج عن التدخين وعلامات سرطان الرئة ؟

بعض أعراض سرطان الرئة تشبه أعراض سعال المدخن، مثل الصفير عند التنفس، وقد يكون من الصعب التمييز بينهما دائمًا.

لا يمكن لأحد أن ينكر الارتباط بين الإصابة بسعال المدخن وتشخيص سرطان الرئة. فتدخين السجائر أو السجائر الإلكترونية أو السيجار يسبب دخول المواد الكيميائية الضارة والمسرطنة إلى الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

يمكن أن يكون السعال عند المدخنين عرضًا أوليًا للإصابة بسرطان الرئة، خصوصًا إذا كانت مصاحبة للأعراض التالية :

فقدان الوزن غير المقصود والمفاجئ.

السعال المصحوب بالدم.

يعاني الشخص من ألم مستمر في منطقة الصدر أو الأجزاء العلوية من الجسم.

بحة الصوت المستمرة.

ألم أثناء التنفس.

عادة ما ينصح بإجراء فحص لسرطان الرئة بعد ظهور الأعراض المذكورة، وذلك للكشف المبكر عن المرض وعلاجه قبل أن يتفاقم أو ينتشر خارج الرئتين.

قد يوصي الطبيب أحيانًا بإجراء فحص سرطان الرئة لدى المدخنين، حتى في حال عدم ظهور أي أعراض، وذلك بناءً على كمية وشدة التدخين التي يقومون بها.

كيف يمكن علاج كحة المدخن ؟

الطريقة الأمثل للتخلص من السعال الناتج عن التدخين هي التوقف عن تعاطي التبغ بشكل كامل، أو على الأقل تقليله إذا لم يتمكن الفرد من التوقف بالكامل. يمكن للشخص استشارة الطبيب حول الطرق المختلفة المتاحة التي تساعد في التوقف عن التدخين، مثل استخدام البدائل النيكوتينية أو تناول بعض الأدوية مثل الفارينيكلين أو البوبروبيون.

مع ذلك، ينبغي التنويه هنا إلى أن كحة المدخن تزداد سوءًا بعد الإقلاع عن التدخين، وهو أمر طبيعي جدًا. يحدث ذلك نتيجة استعادة الأهداب قدرتها على إزالة المواد السامة من الحلق والقصبة الهوائية والممرات الهوائية. ونتيجة لذلك، يزداد السعال لدى الفرد نظرًا لرغبته في التخلص من تلك المواد الضارة وإخراجها من الجسم.

مع ذلك، لا داعي للقلق حيث إن سعال الإقلاع عن التدخين هو أمر مؤقت وعادة يتلاشى خلال ثلاثة أشهر بعد التوقف عن التدخين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطبيب وصف بعض أنواع الأدوية لتخفيف السعال لدى المدخنين، مثل:

موسعات القصبات الهوائية :

تعمل موسعات القصبات الهوائية على توسيع الممرات الهوائية وتخفيف تشنج العضلات المحيطة بها، مما يساعد في تقليل الكحة لدى المدخنين. وغالبًا ما يتم تناولها عن طريق جهاز الاستنشاق.

هناك نوعان من موسعات القصبات، وهما الموسعات قصيرة الأثر التي تعمل لبضع ساعات وتستخدم فقط عند الضرورة، والموسعات طويلة الأثر التي تعمل لمدة 12 ساعة على الأقل وتتناول يوميا.

الكورتيكوستيرويدات :

تساعد الكورتيكوستيرويدات في تقليل التهاب الشعب الهوائية، مما يساعد في تخفيف أعراض السعال لدى المدخنين. وعادة ما يتم استخدامها مع موسعات قصبات الهواء.

مع ذلك، ينبغي دائماً الرجوع إلى الطبيب قبل استخدام أي أدوية منعت السعال لدى الأشخاص الذين يعانون من سعال المدخنين.


نصائح تساعد على تخفيف كحة المدخن :

هناك عدد من الإرشادات والإجراءات المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف سعال المدخن، وتشمل ما يأتي :

الاحتفاظ بالجسم رطباً من خلال شرب 6 - 8 أكواب من الماء يومياً يساعد في تخفيف البلغم في الرئتين والحلق.

الغرغرة بالماء والملح

تناول أقراص الإمتصاص أو القطرات المهدئة للسعال، حيث تساعد في تهدئة الحلق.

رفع الرأس أثناء النوم للتأكد من عدم انسداد الحلق بسبب المخاط في الحلق .

ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة يومياً يمكن أن يساعد في تنظيف الشعب الهوائية وتسهيل العرق عند السعال من خلال التنفس العميق أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

تجنب تناول القهوة أو الكحول للمساعدة في تقليل حدة السعال لدى المدخن، حيث يسبب كلاهما جفاف وتهيج لمنطقة الحلق، مما قد يزيد من شدة السعال لدى المدخن.

استنشاق عدد من الزيوت الطبيعية الأساسية، مثل زيت اليوكاليبتوس أو زيت النعناع.

تناول السوائل الساخنة مثل الشاي الأخضر الذي يحتوي على مضادات الأكسدة القوية أو الشاي البابونج الذي يساعد في الاسترخاء وتخفيف السعال.

يمكن تناول العسل عن طريق إضافته إلى الشاي الساخن أو الماء الساخن، أو ببساطة بابتلاع ملعقة صغيرة منه يوميًا، حيث يعمل العسل على تغطية الحلق وتقليل التهيج فيها.

تناول مكملات فيتامين C أو شرب السوائل التي تكون غنية بفيتامين C، مثل عصير البرتقال.

اتباع نظام غذائي صحي يشمل الكثير من الفواكه والخضروات، مثل البروكولي والقرنبيط الصليبي.

استعمال جهاز ترطيب الهواء لزيادة نسبة الرطوبة في البيئة المنزلية.

تناول بعض الأعشاب يمكن أن يقلل من السعال الذي يعاني منه المدخن، مثل :

الأوريغانو.

الزنجبيل.

إكليل الجبل.

كم تستمر كحة المدخن ؟

تختلف مدى استمرار سعال المدخن من شخص لآخر، وذلك يعتمد على مقدار التدخين. يمكن للسعال أن يستمر لعدة أيام أو عدة أسابيع، وقد يتواصل لفترة غير محددة.

إذا كان الشخص يدخن سيجارة أو اثنتين بين الحين والآخر، فمن الممكن أن يتوقف السعال بعد بضعة أيام من التوقف عن التدخين. وإذا كان يدخن بانتظام، فمن المحتمل أن يعاني من الأعراض طوال فترة التدخين.

بالإضافة إلى ذلك، كما ذُكر سابقًا، السعال قد يظل مستمراً لعدة أشهر لدى المدخن، حتى بعد التوقف عن التدخين أو تقليل كمية السجائر المدخنة. وفي بعض الحالات، قد يدوم سعال المدخن لسنوات بعد التوقف عن التدخين.

متى تكون كحة المدخن مدعاة للقلق؟

كما ذكرنا سابقًا، من المعتاد أن يعاني المدخنون من الكحة. ومع ذلك، قد تستوجب هذه الكحة زيارة للطبيب إذا ترافقت معها الأعراض التالية : 

ألم مستمر مع السعال.

فقدان الوزن بشكل غير طبيعي.

ألم في العظام.

الصداع.

مخاط أخضر أو أصفر اللون.

عدم القدرة على التحكم في المثانة عند السعال.

سعال الدم.

الإغماء بعد نوبات السعال.

هذه الأعراض يمكن أن تدل على تطور بعض المشاكل الصحية عند المدخنين، مثل الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية والانسداد الرئوي المزمن ومرض الجزر المعدي المريئي وسرطان الرئة.

المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

احجز عند أفضل دكتور انف واذن وحنجرة