الكحة مع القيء وأسبابها

من الممكن أن يعاني الشخص من الكحة والاستفراغ، حيث يمكن لنوبات السعال الشديدة أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الاستفراغ. وأسباب الكحة المصاحبة للاستفراغ قد تختلف من شخص لآخر، فقد تكون ناجمة عن أسباب بسيطة مثل التدخين، وفي بعض الحالات قد تشير إلى وجود مشكلة خطيرة مثل التهاب الرئة.

يتحدث المقال التالي عن السعال الذي يصاحبه القيء، متناولاً أسبابه وكيفية التعامل معه.

ماهى أسباب الكحة مع القيء ؟

يعود السبب في حدوث السعال مع الاستفراغ أو التقيؤ معًا إلى شدة السعال بحيث يحفز العضلات المسؤولة عن التقيؤ والاستفراغ. يمكن أن تختلف أسباب السعال الشديد الذي يؤدي إلى التقيؤ من حالة إلى أخرى، ويمكن أن يختلف ذلك حسب عمر المريض.

وفيما يلي نذكر الأسباب التي تؤدي إلى السعال المرافق للقيء لدى الكبار والصغار:

الأسباب عند الكبار :

قد تكون أسباب السعال والقيء لدى البالغين تتضمن ما يلي :

تدخين السجائر :

يؤدي تدخين السجائر إلى ظهور السعال المزمن عند الشخص، والذي قد يستمر لعدة أسابيع أو شهور، نظرًا للمواد السامة الموجودة في السجائر التي قد تؤثر على وظائف الأهداب في الجهاز التنفسي. وبالتالي، قد يصبح الجسم غير قادر على تطهير الممرات التنفسية من البلغم والجراثيم والجزيئات الضارة بشكل صحيح.

قد يكون سعال المدخن جافًا أو رطبًا، مع إخراج البلغم في بعض الحالات. وقد يكون هذا السعال شديداً إلى درجة القيء لدى بعض الأشخاص.

الربو :

يمكن أن تؤدي النوبات الحادة من الربو إلى السعال مع القيء لدى المصاب، وقد يتسبب الربو بأعراض أخرى مثل الصفير وصعوبة في التنفس وزيادة إفراز البلغم.

هناك نوع خاص من مرض الربو يسمى الربو الذي يغلب عليه السعال، حيث يكون السعال هو العرض الوحيد الذي يظهر لدى المريض. يمكن أن يكون السعال جاف ومستمر، وقد يكون شديدًا بما يكفي لتحفيز القيء.

العدوى :

تتسبب بعض أنواع العدوى التي تؤثر على الجهاز التنفسي في السعال الشديد المصاحب للقيء، وتشمل هذه الأنواع العديد من الأمراض ومنها : 

التهاب الشعب الهوائية الحاد أو المزمن حيث تتسبب هذه العدوى بسعال يرافقه كميات كبيرة من المخاط، والتي يمكن أن تؤدي إلى القيء. أيضًا، يمكن أن يعاني المريض من سعال جاف لعدة بعد اختفاء العدوى والذي يمكن أن يكون شديدًا بما يكفي لإثارة القيء .

التهاب في الرئة، يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي نوبات شديدة من السعال والقيء نتيجة لطرد المخاط من الرئتين أو التنقيط الأنفي الخلفي، حيث يعود المخاط من منطقة الأنف نحو الحلق.

السل هو مرض يصيب الرئتين ناتج عن عدوى بكتيرية، يتسبب في الكحة العنيفة والاستفراغ، كما يمكن أن ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم علاجه.

الارتجاع الحمضي ومرض الارتجاع المعدي المريئي :

يسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي عودة محتويات المعدة إلى المريء والحلق وأحيانًا إلى الممرات الهوائية، مما يسبب تهيجًا في المنطقة وسعالًا وقد يتسبب في القيء.

تناول بعض أنواع الأدوية :

بعض أنواع الأدوية قد تسبب حدوث كحة قوية مصحوبة بالاستفراغ، ومن بين أشهر هذه الأدوية هي الأدوية المثبطة لإنزيم تحويل الأنجيوتنسين والتي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.

الأسباب عند الصغار :

بالإضافة إلى مشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو، الارتجاع الحمضي، والأمراض المعدية التي قد تسبب الكحة والقيء لدى البالغين، يمكن أن تشمل أسباب الكحة والتقيؤ لدى الأطفال أيضًا ما يلي :  

الإصابة بالتهاب الحنجرة يمكن أن يتسبب في حدوث سعال شديد ومتكرر، مما قد يؤدي إلى حدوث القيء في بعض الحالات.

العدوى التنفسية الفيروسية، التي قد تشكل تهديدا للرئتين والجهاز التنفسي، هي المسبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالتهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئتين.

تشخيص الكحة مع القيء :

لا تتطلب كل حالة التى يعاني فيها المريض من كحة مع استفراغ زيارة الطبيب على الفور، بل يكون ذلك الأمر محصوراً فقط في الحالات التالية :

السعال المصحوب بالدم.

صعوبة في التنفس أو ضيق التنفس.

التنفس السريع.

تحول لون الشفاه، أو الوجه، أو اللسان إلى اللون الأزرق الغامق.

ظهور الأعراض الناتجة عن الجفاف بسبب القيء المستمر.

يوصى أيضًا بالتوجه إلى الطبيب إذا كان المريض يعاني من كحة وقيء بشكل مزمن، أو إذا كان يعاني من كحة شديدة وقيء متواصل لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.

يمكن للطبيب إجراء بعض الاختبارات والتحاليل لتحديد سبب السعال والتقيؤ لدى الكبار والأطفال.

الأشعة السينية لمنطقة الصدر تساهم في اكتشاف التهاب الرئة.

يتم استخدام الأشعة المقطعية للتحقق من وجود أي عدوى في الجهاز التنفسي.

إجراء اختبار وظائف الرئة يمكنه تزويد الطبيب بمعلومات حول قدرة الشخص على تنفس الهواء، وهذا يساعد في تشخيص إصابته بمرض الربو.

اختبار قياس وظائف الرئة، والذي يساعد أيضًا في تحديد مرض الربو.

التنظير الداخلي يشمل إدخال منظار مزود بكاميرا وضوء إلى الأنف لفحص الرئتين والمسالك الهوائية، كما يمكن أن يجرى التنظير للجهاز الهضمي لتشخيص الارتجاع المعدي المريئي.

يتم فحص الدم للتحقق من زيادة عدد الخلايا البيضاء في الدم، والتي قد تدل على وجود عدوى في الجسم.

طرق علاج الكحة مع القيء :

يعتمد علاج السعال مع القيء على علاج السبب الرئيسي للكحة، ويمكن أن يتضمن ذلك استخدام الأدوية التالية :

مزيلات الاحتقان، وذلك في حالات الحساسية والتقطير الأنفي الخلفي.

الكورتيزون مفيد لعلاج مشاكل الصحة مثل الربو والحساسية والتنقيط الأنفي الخلفي.

أجهزة توسيع مجرى الهواء تستخدم لعلاج السعال والقيء الناتج عن الإصابة بالربو.

المواد المضادة للهستامين التي تستخدم في علاج الحساسية وأعراض التهاب الأنف الخلفي.

المضادات الحيوية تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية المسببة للسعال مع القيء، بما في ذلك السعال الديكي.

تستخدم الأدوية المضادة للحموضة لعلاج حرقة المعدة وارتداد الحمض المعدي المريئي.

من المستحسن استخدام مثبطات السعال لعلاج السعال المرافق للاستفراغ الذي لا يمكن تحديد سببه.

نصائح مفيدة لحالات الكحة مع القيء :

هناك عدد من النصائح التي يمكن تقديمها لأولئك الذين يعانون من السعال مع التقيؤ، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف حدة وتكرار السعال لديهم، وبالتالي تقليل حدوث التقيؤ المصاحب لهذا السعال.

يمكن أن تتضمن هذه النصائح ما يلي :

شرب الكثير من الماء.

شرب الماء الساخن مع العسل.

أخذ حمام مشبع بالبخار.

استخدام جهاز الترطيب في المنزل.

استخدام قطرات لعلاج السعال أو تناول قطع من الحلوى الصلبة.

أخذ قسط من الراحة.

ينصَح بتجنب ممارسة الرياضة مؤقتًا عند تعرض الشخص للإصابة بالعدوى.

وعندما يكون لديك طفل رضيع يعاني من السعال والاستفراغ، يوصى باستخدام جهاز ترطيب الهواء لتخفيف الجفاف. يجب عدم إعطاء العسل للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، وينصح بعدم استخدام أدوية السعال الغير موصوفة من طبيب لعلاج هذه الحالة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.