حروق الأطفال وكيفية التعامل معها

حروق الأطفال وكيفية التعامل معها
المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

إصابة طفل صغير بالحروق تعتبر حادث شائع وممكن في الكثير من المنازل، حيث يمكن أن يصاب بحروق نتيجة سقوط المشروبات الساخنة التي يحملها على جسمه، أو بسبب تعثره أثناء الجري بإناء من الماء الساخن. وبالإضافة إلى ذلك، يختار الكثير من الأطفال اللعب في المطبخ، مما يزيد من فرص تعرضهم للحروق.

قد تكون بعض الحروق طفيفة ويمكن معالجتها في المنزل باستخدام بعض العلاجات الطبيعية والمواد المتوفرة في المنزل، ولكن في حالة حدوث حرق عميق للطفل، يجب الاتصال بالطبيب على الفور.

تصيب الحروق طبقات البشرة الخارجية والجلد أو قد تتسبب في تلف النسيج العضلي في حالات الحروق الشديدة. لكل حالة طرق علاج مختلفة، وبالتالي يجب على الأم معرفة أنواع الحروق لاتخاذ الإجراءات اللازمة.


أنواع حروق الأطفال :

تنقسم الحروق إلى ثلاثة أنواع حسب خطورتها، حيث تكون الحروق من الدرجة الأولى هي الأقل خطورة، وتؤثر على الطبقة الخارجية أو السطحية من الجلد والبشرة، ويمكن التعامل معها بسهولة من قبل الأم باستخدام بعض المواد الطبيعية والطرق البسيطة.

جروح الدرجة الثانية تعتبر أخطر من الجروح في الدرجة الأولى وتصل إلى طبقات أعمق في الجلد. بينما تأتي الجروح في الدرجة الثالثة بعد ذلك، وهي التي تخترق كل طبقات الجلد وتلحق ضررًا بالأنسجة الداخلية. ولعلاج هذين النوعين من الجروح يجب مراجعة الطبيب وتلقي العناية المركزة.

أسباب حروق الأطفال :

تتواجد بعض السبل والعوامل التي قد تؤدي إلى حدوث حروق للأطفال، مثل اللعب بجانب المكواة أو لمس مصادر الكهرباء بأصابعهم، بالإضافة إلى عض الأسلاك الكهربائية أو وضع أشياء صلبة في مصدر الكهرباء.

يمكن للعب في المطبخ أن يسبب حوادث الحروق، حيث يسهل على الأطفال لمس الفرن الساخن أو الوقوع على المياه الساخنة أثناء اللعب. بعض الأطفال يصرون على حمل الأكواب الساخنة مما قد يؤدي إلى سقوطها بشكل غير متوقع على أجسامهم.

يحترق بعض الأطفال الصغار نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، وهذا يحدث غالبًا في فصل الصيف، حيث يصبح جلدهم محروقًا بشكل كبير بعد قضاء أيام طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.

توجد أيضًا أسباب أخرى للحروق، مثل تعرض الأطفال لأنواع من المنظفات القوية المتاحة في المنزل وبعض المواد الكيميائية والبطاريات والمبيضات.

علاج حروق الأطفال :

تصنف الحروق من الدرجة الأولى كأحد أبسط أنواع الحروق التي يمكن للأم التعامل معها بسهولة، حيث تشفى تلقائياً دون ترك أي آثار على الجلد. تصيب هذه الحروق الطبقة الأولى من الجلد فقط، ومن أعراضها الواضحة الاحمرار في موضع الحرق والتورم والألم الذي يصرخ منه الطفل، بالإضافة إلى جفاف الجلد دون وجود حبوب أو تقرحات.

هناك عدة طرق للأم للتعامل مع حروق طفلها من الدرجة الأولى في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب. من هذه الطرق إعطاء الطفل مسكنا إذا كان الألم شديدا ولا يستطيع التحمل، ثم عجل في تبريد مكان الحرق بالماء البارد ، ويمكن وضع كمادات من الماء البارد مباشرة على موضع الحروق لمدة تصل إلى ربع ساعة أو أقل، حسب تحسن الحالة.

بعد التبريد، تغطي الأم الحروق برفق بقطعة شاش وتتجنب تماماً الشد أو الضغط على المنطقة المصابة. يترك المكان ليتعافى لمدة تتراوح بين أربعة وسبعة أيام حتى يتم شفاؤه بالكامل، وهذه الفترة الزمنية تمثل الوقت اللازم لاستعادة البشرة السطحية لحالتها الطبيعية بعد التقشير الذي يستمر يومين.

يجب على الشخص الذهاب إلى الطبيب إذا كانت الحروق من الدرجة الأولى واسعة وتغطي مساحات كبيرة، أو إذا أثرت على المفاصل الرئيسية في الجسم، حيث يمكن أن يكون الألم شديداً للغاية وأن يؤثر على وعي الشخص المصاب.

تحدث الحروق من الدرجة الثانية عندما يصل الحرق إلى أكثر من طبقة من الجلد، وهي تعتبر إصابة متوسطة وأكثر خطورة من الحروق من الدرجة الأولى. من أعراضها ظهور التقرح والبثور والفقاقيع، وزيادة في درجة الانتفاخ والاحمرار.

عملية الشفاء من الحروق من الدرجة الثانية تستغرق وقتاً أطول بسبب شدة الحرق والطبقات التي تضررت، حيث يمكن أن تستغرق ما بين 20 إلى 30 يوماً في معظم الحالات، وتكون أطول قليلاً في الحالات الأشد.

يعتبر حرق الدرجة الثالثة الأكثر شدة، حيث يخترق الجلد بأكمله ويصل إلى الأنسجة الداخلية، مما ينجم عنه ألما حادا وشعورا بالتنميل أو الخدر. ومن الأعراض الأخرى التي قد تظهر هي جفاف الجلد الشديد وتحوله في بعض الحالات إلى لون أبيض شمعي.

يتصبغ الجلد باللون البني الداكن أو يتحول إلى فحمي، ويحتاج الطفل إلى رعاية خاصة ومتابعة دورية، ويكون الطبيب هو الشخص المسؤول عن علاج وتحديد خطة العلاج.

يعتمد مدى فترة الشفاء على حدة وعمق الحروق، فضلاً عن مهارة العلاج والأدوية، ويقوم بعض الأطباء بإجراء عمليات تجميل وترقيع للجلد المتضرر، حيث يتم نقل أجزاء من الجلد السليم ووضعها في المناطق المتضررة بشكل جمالي لتسهيل عملية التئام البشرة في هذه المنطقة.

خطوات مهمة يجب على الأم اتباعها :

هناك إجراءات مهمة يجب على الأم اتباعها في حال تعرض طفلها لحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، منها إبعاد الطفل عن مصدر الحرارة على الفور، ونزع الملابس المحترقة، ثم التبريد.

ويحذر الخبراء من وضع الشحوم والزبد على منطقة الحروق، حيث يمكن أن يسبب ذلك التلوث والعدوى ونمو الجراثيم في الجرح. يجب تعقيم المنطقة المصابة والحفاظ على نظافتها بانتظام.

يقوم الوالدان بطلب الإسعاف للطفل والاحتفاظ به في وضعه دون وضع أي مواد على المنطقة المصابة، ويمكن ترك الملابس الملتصقة بالجسم إذا كان من الصعب إزالتها، ويفضل أن يعطى الطفل مسكن الباراسيتامول من قبل الأطباء لتخفيف الألم.

التبريد والشاش المعقم :

تشير دراسة حديثة إلى أهمية عملية تبريد موضع الحروق من قبل الأم، حيث تساهم هذه العملية في خفض حرارة الجلد ومنع تورم المكان المصاب. وتعتبر هذه الخطوة ضرورية في حالة الحروق من الدرجة الأولى، حيث تقوم بتسهيل عملية الشفاء بنسبة تصل إلى 80 في المئة.

توصي الدراسات باستخدام الماء البارد فقط لتبريد منطقة الحروق وعدم استخدام الثلج، حيث يمكن أن يسبب الثلج تفاقم الحروق وزيادة درجة خطورتها مما يؤدي إلى تلف الجلد يشبه الحروق.

كشفت الدراسة أن بعض الأشخاص يستخدمون معجون الأسنان وبياض البيض على الجروح، ورغم أن هذه الطرق غير صحيحة ولا يوجد لها أساس علمي، إلا أنها متداولة وراسخة في بعض الثقافات.

يجب وضع الضمادات المعقمة في مكان الحروق، دون استخدام القطن أو اللاصق الذي يمكن ان يلتصق بالبشرة المتضررة ويسبب الألم والمشاكل، مع تعطيل عملية شفاء الجلد.

دور الأم ضروري في مراقبة الحروق وضمان التئامها بشكل طبيعي، وفي حال ارتفاع حرارة الطفل أو ظهور تورم أو زيادة في الألم والاحمرار، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم تسلل أي عدوى إلى الجلد.

متى على الأم استدعاء الإسعاف ؟

تحتاج الأم إلى طلب الرعاية الصحية والإسعاف على الفور في بعض الحالات التي يجب عدم التهاون بها لحماية صحة وحياة الطفل الصغير. من هذه الحالات، على سبيل المثال، تعرض الطفل لحروق من الدرجة الثانية والثالثة، أو حروق ناتجة عن المواد الكيميائية أو الكهرباء، أو الحروق الناتجة عن الحريق المباشر. كما يجب الاستعجال في حالة تعرض الطفل لحروق في فروة الرأس، الوجه، الأعضاء التناسلية، اليدين، أو في حالة تقيح الجروح والانتفاخ واحمرارها.

تطلب الأم أيضاً إسعافاً إذا كانت الحروق تغطي أكثر من 10٪ من سطح الجلد، لأن الألم سيكون شديدًا بما يكفي لا يستطيع الطفل تحمله، ويمكن أن يتعرض لصدمة عصبية تؤدي إلى فقدان الحياة، حتى إذا كانت الحروق بسيطة ولكن مساحتها كبيرة.

المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

احجز عند أفضل دكتور اطفال وحديثي الولادة