الالم النفسي وتأثيره على الصحة الجسدية

الألم العاطفي  النفسى هو شعور بالألم والضيق الذي لا ينبع من سبب عضوي، بل يحدث نتيجة فقدان أو حدث مؤلم، أو تعرض لسلوك سيء من الآخرين، ومن الممكن أن يكون نتيجة إصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

قد يكون الألم العاطفي قويًا مثل الألم الجسدي في بعض الأحيان إلى حد يؤثر على حياة الشخص اليومية، ويمكن أن يؤثر أيضًا على صحته النفسية والجسدية، خصوصًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح وعدم علاجه.

يتطرق هذا المقال إلى أسباب الألم النفسي وعلاماته وتأثيره على الجسم، بالإضافة إلى أفضل الطرق للتعامل معه وعلاجه.

أسباب الألم النفسي 

قد ينشأ الألم العاطفي من مشاعرنا وأفكارنا أو بسبب اضطرابات عقلية، ونعرض فيما يلي أسباب الألم النفسي

الحزن واحد من أبرز أسباب الألم النفسي، وهو مشاعر يمكن أن تظهر بعد تجارب مؤلمة مثل فقدان الأحباء، أو فشل في الحياة، أو التعرض لصدمات أو ضغوط مستمرة. قد يتلاشى الحزن بمرور الوقت، ولكن في حالة استمراره فترة طويلة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود احتمالية للاصابة بالاكتئاب.

الانزعاج وعدم القدرة على الاسترخاء قد يكونا ناتجًا عن الاضطرابات النفسية الناجمة عن إفراز الأدرينالين وهرمون التوتر، مما يؤدي إلى آلام نفسية مستمرة.

إحباط الغضب قد يكون الألم العاطفي نتيجة لكبت الغضب وعدم التعبير عنه بشكل صحيح.

شعور الذنب أو الخزي يمكن أن يسبب تدهوراً في الحالة النفسية وشعوراً بالضيق الشديد.

الاكتئاب هو حالة نفسية تسبب الحزن والشعور بألم عاطفي.

أعراض الألم النفسي

الألم النفسي لا يقتصر على شعور بالحزن فقط، بل قد يصاحبه أعراض أخرى نتيجة لتجارب الشخص. سنوضح فيما يلي أهم علامات الألم النفسي: [1][2]

الإحساس بحزن عميق وأسى.

الشعور بالكآبة وضيق شديد.

الشعور بالتعب والإرهاق.

تفضيل العزلة والتقليل من التفاعل مع العائلة والأصدقاء.

الغضب والانفعال.

قلة الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.

الإحباط وقلة الدافع.

الشعور بالذنب والعجز.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

يتشارك الألم النفسي والجسدي في تفعيل نفس المناطق في الدماغ؛ لذا يعتبر الألم العاطفي مشابه للألم الجسدي ويتطلب استشارة طبيب نفسي كما هو الحال في الألم العضوي.

يُوصَى بمراجعة الطبيب إذا كان الألم العاطفي يُسبب الآتي:

صعوبة أداء المهام اليومية.

التأثير على علاقة الفرد بنفسه والآخرين.

الإفضل لي هو الانعزال وعدم الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية.

هل يتحول الألم النفسي إلى جسدي؟

قد يتسبب الضغط النفسي الشديد في ظهور أعراض جسدية في بعض الحالات، وقد تؤثر هذه الأعراض على حياة الشخص اليومية وقدرته على أداء أعماله وواجباته؛ وهذا يشير إلى احتمالية تطويره اضطراب الأعراض الجسدية.

العلامات التي تظهر على الجسم نتيجة تأثير الضغط النفسي تشمل:

الصداع والدوخة.

الشعور بالغثيان.

وجع العضلات.

اضطراب الجهاز الهضمي والإسهال.

مخاطر الألم النفسي

قد تدفع الألم النفسي الشخص إلى الانجراف نحو أفعال خطرة للهروب من الشعور بالألم وتخفيف تأثيره على النفس، وتشمل هذه السلوكيات:

العنف والتصرف بعدوانية.

شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.

اضطرابات الأكل.

الإفراط في التسوق ولعب القمار.

القيام بأفعال جريئة وتعريض النفس للمخاطر.

إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار.

كيفية مواجهة الألم النفسي عند حدوثه

بعض الطرق والتقنيات يمكن أن تساهم في تخفيف الألم النفسي ومعالجته عند حدوثه، ومن هذه الطرق:

تجنب التفكير السلبي هو وسيلة فعالة لتجاوز الألم النفسي، حيث ينبغي التركيز على الأفكار الموجبة وتحويل الانتباه بعيدًا عن السلبية. التفكير السلبي وتوقع السيناريوهات السيئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الألم النفسي والوقوع في حالة من الاكتئاب، لذا من الضروري التفكير بشكل منطقي وواقعي.

التعبير عن العواطف يساعد في التعامل مع الألم العاطفي وتقليل شدته، سواء من خلال التحدث مع العائلة والأصدقاء أو المشاركة في مجموعات الدعم النفسي، أو حتى كتابة ما يجول في النفس. دراسة نشرت في مجلة علم النفس عام 2007 أشارت إلى أن التعبير عن المشاعر بالكلمات يعزز نشاط بعض مناطق المخ مما يقلل من شدة العواطف النفسية.

ممارسة تقنيات التأمل الواعي تعتمد على فكرة إبعاد العقل عن التفكير السلبي، من خلال التركيز على الواقع وتركيز الشخص على نشاطاته اليومية. يمكن تحقيق هذا من خلال التفكير والتأمل في الأشياء المحيطة به، مثل التركيز على التفاصيل الصغيرة منذ الاستيقاظ، وأثناء تناول الطعام أو أداء أي مهمة. يعمل التأمل الواعي على تخفيف الألم النفسي والجسدي وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.

طرق علاج الألم النفسي

قد لا يمكن لبعض الأشخاص التعامل بمفردهم مع الألم العاطفي والتغلب عليه، لذا يُنصح في مثل هذه الحالات بالتوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج المناسب وخاصة إذا كان الألم العاطفي يؤثر على الحياة اليومية.

تشمل الاستراتيجيات لتقديم العلاج للألم النفسي ما يلي:

العلاج النفسي

يقوم العلاج السلوكي المعرفي بتحديد جذور الألم النفسي وتعليم الأفراد كيفية التغلب عليه من خلال تحسين طريقة تفكيرهم وتغييرها من سلبية إلى منطقية وصحية.

قد يكون العلاج النفسي الجماعي مفيدًا أيضا في مساعدة الأفراد على التغلب على الآثار النفسية للتجارب الصعبة والمؤلمة في الحياة واكتساب مهارات للتكيف.

العلاج الدوائي

قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بتناول أدوية لتحسين المزاج وتقليل أعراض الألم النفسي.

مضادات الاكتئاب

مضادات القلق

تعديل نمط الحياة

توجد بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد في تقليل الألم النفسي ومواجهته بشكل صحيح، مثل:

ممارسة الرياضة بانتظام.

القيام بالتدريبات التي تساعد على الاسترخاء، مثل التأمل واليوجا.

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

الحفاظ على وزن صحي.

بجانب ذلك، يمكن أن تكون مشاركة النكت والضحك مع الأصدقاء مفيدة في تقليل شدة الألم العاطفي، ولا يعني هذا عدم احترام الألم أو تجاهله، ولكنه يساعد في تخفيف تأثير الألم على النفس وتشتيت الانتباه عن الأفكار السلبية.

واخيرا الألم النفسي هو شعور فعلي بالألم بدون سبب عضوي، ويحدث نتيجة لتجارب مؤلمة أو اضطرابات نفسية، وقد يتسبب في ظهور أعراض جسدية في الحالات الشديدة؛ لذا يجب الاستعانة بالطبيب عند الشعور بالألم العاطفي لتلقي العلاج المناسب خاصة إذا كان يؤثر على الحياة اليومية.