الإصابات الرياضية وطرق الوقاية منها

على الرغم من الفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية، إلا أن هذه النشاطات قد تسبب إصابات مختلفة. يمكن للأفراد أن يتعرضوا لإصابات خلال ممارسة التمارين الرياضية اليومية، أو أثناء ممارسة ألعاب رياضية محددة. وتشمل الإصابات الرياضية عادة العضلات والعظام والغضاريف، في حين تكون إصابات الدماغ والنخاع الشوكي نادرة نسبيًا أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

ماهى أسباب الإصابات الرياضية ؟

تحدث الإصابات الرياضية لأسباب متعددة مثل:

حادث مثل الوقوع أو الإصابة بضربة قوية.

عدم القيام بتمارين الإحماء بشكل مناسب.

استخدام الأدوات غير المناسبة أو أداء التمارين بطريقة غير صحيحة.

ممارسة التمارين الرياضية بشكل عنيف.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة :

الأطفال بسبب نشاطهم الزائد و عدم الوعي بقدرات أجسامهم، مما يجعلهم يخاطرون أكثر ويميلون إلى القيام بحركات قد تضر بصحتهم.

بزيادة العمر، يزداد احتمال إصابة كبار السن والتأثير الطويل الأمد للإصابات وتفاقمها.

قلة الانتباه: إهمال الإصابات البسيطة قد يجعلها تتفاقم، فعلى سبيل المثال، عندما ينتج عن ممارسة التمارين الرياضية العنيفة كالتهاب الأوتار أو كسور الإجهاد، فإن تشخيصها في وقت مبكر يكون ممكنًا بسهولة من قبل الطبيب، إلا أنه في حال عدم علاجها في الوقت المناسب قد تتفاقم وتتحول إلى إصابات أخطر.

زيادة الوزن : زيادة الوزن تضغط على مفاصل الحوض والركبتين والكاحلين، وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يزيد الضغط على هذه المفاصل ويزيد من احتمالية الإصابة بالجروح أثناء التمرين، لذا يجب على الأطفال والبالغين استشارة الطبيب لتقييم الحالة الصحية قبل البدء في التمارين الرياضية.

أنواع الإصابات الرياضية :

هناك العديد من أنواع الإصابات الرياضية، ولكن الأكثر شيوعًا هي:

الالتواءات  :

وهى تمزق أو تمدد في الأربطة التي تربط العظام في المفاصل، ويحدث هذا نتيجة للسقوط أو التعرض لضربة شديدة التي تحرك المفصل، وقد تكون الإصابة خفيفة أو شديدة وتشمل تمزق الأنسجة والأربطة المحيطة. المناطق الأكثر عرضة للإصابة بالتواء هي :

الكاحلين.

الركبتين.

الرسغين.

تشمل العلامات الألم الحاد وصعوبة حركة المفصل، بالإضافة إلى تورم وظهور كدمة.

الإجهاد العضلي :

هو تمزق أو توتر في العضلات أو الأوتار التي تربط العضلات بالعظام، ويحدث نتيجة لزيادة التوتر أو انقباض العضلات، ويظهر بعض أعراضه في :

الألم

فقدان قوة العضلة.

تشنج في العضلة.

في حالة تعرض العضلة لإجهاد شديد، قد يؤدي عدم تلقي العلاج اللازم إلى تلف العضلة وفقدان وظائفها.

إصابات الركبة :

تعتبر الركبة الجزء الأكثر تعرضًا للإصابات الرياضية، حيث يمكن أن تتراوح الإصابة من شد عضلي بسيط إلى تمزق كامل في العضلات والأنسجة في الركبة. وقد تحدث الإصابات نتيجة التواء في الركبة، أو هبوط خاطئ أثناء القفز، أو ممارسة الركض بشكل قوي أو لمدة طويلة أو بدون تمرين مسبق.

تورم العضلات :

قد تتورم العضلات كنتيجة للإصابات الرياضية، وهذا أمر شائع وطبيعي، ولكن تورم العضلات يمكن أن يكون مؤلماً ويؤدي إلى ضعفها. في بعض الحالات، يمكن أن يسبب تورم العضلات ضغطًا على الأنسجة المجاورة والأعصاب والأوعية الدموية، مما يسبب الألم الشديد والتلف في العضلات.

تمزق وتر العرقوب :

يعرف أيضًا باسم وتر أخيل (Achilles Tendon)، وهو الوتر الذي يربط بين عضلة الربلة (Gastrocnemius) والجزء الخلفي من الكاحل. يحدث تمزق هذا الوتر عادةً بسبب ضعفه نتيجة التقدم في العمر أو زيادة الضغط عليه أثناء ممارسة التمارين الرياضية بشكل قاسي أو لفترات طويلة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتمزق عند التعرض لضربة. يسبب تمزق وتر العرقوب ألمًا مفاجئًا وحادًا إلى جانب صعوبة في المشي.

الكسور :

هناك نوعان من كسور العظام الناتجة عن الإصابات الرياضية.

الكسور الحادة  التي تحدث نتيجة ضربة شديدة على العظم، وتؤدي إلى حدوث كسر بسيط أو معقد.

الكسور الإجهادية  هي كسور تحدث نتيجة تعرض العظام للضغط بشكل متكرر، وعادة ما يصاب بها الرياضيون الذين يمارسون الألعاب التي تتطلب حركات مكررة مثل القفز والركض مثل لاعبي الجمباز. ومن أعراض الكسور الإجهادية الشعور بالألم عند زيادة الضغط على العضو المصاب، مثل حمل أشياء ثقيلة، كما يمكن أن يتورم العضو المصاب.

خلع المفصل :

كسر المفصل يحدث عندما ينزل العظم عن مكانه في المفصل والأكثر عرضة  الرياضيون، خاصة لاعبو كرة القدم وكرة السلة، يكونون الأكثر عرضة لهذه الإصابة بسبب تكرار السقوط. المفصل الأكثر تعرضاً للكسر هو مفصل الكتف. بعض المفاصل الأخرى مثل الحوض والركبتين والكوعين يمكن أن تتعرض أيضا للكسر، ولكن هذه الإصابات نادرة.

إصابات الدماغ والنخاع الشوكي :

تحدث إصابات في الدماغ نتيجة للاصطدام العنيف للرأس، والإصابات في الرأس قد تشمل كسور في الجمجمة واختراق جسم غريب إلى أنسجة الدماغ، وتتنوع إصابات الدماغ بين الارتجاج والوقوع في غيبوبة أو الوفاة. بينما يمكن لإصابات النخاع الشوكي أن تؤدي إلى التلف في النخاع أو عرقلة انتقال الإشارات العصبية عبره.

الوقاية من الإصابات الرياضية :

يمكن اتباع إجراءات بسيطة لتجنب الإصابات الرياضية، كالتالي :

تسخين الجسم والعضلات بشكل كاف قبل ممارسة التمارين الرياضية، وإنهاء التمارين بتمارين الاستطالة للسماح للجسم بالعودة إلى حالته الطبيعية ببطء.

عدم تحميل الجسم بتمارين تتجاوز قدراته ولياقته الحالية.

استخدام الأدوات الملائمة أثناء ممارسة الرياضة، مثل ارتداء حذاء مناسب للجري أو ارتداء واقي للثة أثناء لعب الرغبي.

تعلم كيفية أداء التمارين الرياضية بالطريقة الصحيحة من قبل مدرب محترف.

علاج الإصابات الرياضية :

عند تعرضك لإصابة رياضية، يجب التوقف على الفور وعدم استكمال التمرين، حيث قد تتفاقم الإصابة مع الحركة وتستغرق فترة شفاء أطول، وفي بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة ساعات من الإصابة. يمكن علاج بعض الإصابات البسيطة في المنزل، ولكن إذا استمرت الأعراض بعد أسبوعين، يجب زيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

علاج الإصابات البسيطة في المنزل :

بعض الإصابات الرياضية تكون بسيطة ويمكن علاجها في المنزل، ومن الأمور التي تساعد في تسريع الشفاء:

الراحة .

استخدام الثلج .

الضغط .

رفع العضو المصاب، وينبغي استخدام هذه الطريقة عند حدوث الإصابة لضمان تحقيق أفضل النتائج وتسريع عملية الشفاء، وينبغي على المريض أن يستريح لمدة 48-72 ساعة على الأقل.

استخدام الأدوية المسكنة للألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للتخفيف من الألم والتورم.

متى يجب مراجعة الطبيب ؟

في بعض الأحيان، تكون الإصابات الرياضية خطيرة، وينبغي استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية :

تورم شديد وألم حاد.

وجود تشوهات في العضو المصاب، أو ظهور كتل ملموسة.

سماع صوت يشبه القرقعة عند تحريك المفصل.

ضعف المفصل أو عدم القدرة تحريكه.

فقدان التوازن.

قد يتطلب علاج بعض الإصابات الشديدة إجراء عملية جراحية لإعادة تحديد العظام أو إصلاح الأربطة الممزقة، ويختلف وقت الشفاء حسب نوع الإصابة، حيث يمكن أن يستغرق بضعة أسابيع أو عدة أشهر، وقد تحتاج بعض الحالات إلى علاج فيزيائي.

متى يجب التوجه إلى قسم الطوارئ ؟

يجب التوجه فوراً إلى قسم الطوارئ في المستشفى عند ظهور الأعراض التالية بعد التعرض لإصابة :

صعوبة في التنفس.

دوخة.

ارتفاع درجة الحرارة.