مرض السكرى وتأثيره على العظام والمفاصل

الأفراد الذين يعانون من مرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل وأمراض العظام، حيث يمكن أن يؤثر مرض السكري مع مرور الوقت على العضلات والهيكل العظمي، مما يمكن أن يسبب آلام المفاصل وضررًا للأعصاب.

يحدث مرض السكري عندما لا يستخدم الجسم هرمون الأنسولين بشكل صحيح، أو عندما لا يتم إنتاجه بكمية كافية، مما يؤدي إلى تأثير مستويات السكر في الدم.

تعرف في هذه المقالة على آثار مرض السكري على المفاصل والعظام.

ماهى امراض العظام والمفاصل المرتبطة بالسكري ؟

بعض المشاكل الصحية مرتبطة بداء السكري نتيجة تلف الأعصاب وضعف العظام الذي قد يسببه داء السكري للأشخاص المصابين به، وتتضمن :

التهاب العظم عند مرضى السكري :

يسبب التهاب العظم بدخول البكتيريا للحواجز الواقية للعظم، مما يسمح للبكتيريا بالوصول إلى العظم والتسبب في الالتهاب. واحدة من أساسيات اختراق البكتيريا للحواجز المحيطة هي الجروح العميقة في الجلد التي تحدث بشكل شائع لدى مرضى السكري.

تظهر العلامات المرافقة لالتهاب العظام لدى مرضى السكري بشكل مشابه لعلامات أنواع الالتهابات الأخرى، مثل :

ارتفاع درجة حرارة الجسم.

رعشة.

الشعور بالخمول والتعب.

ألم وانتفاخ بالمنطقة المحيطة.

احمرار الجلد.

تأثير السكري على المفاصل :

قد يسبب مرض السكري تلف المفاصل، وهو ما يشار إليه بـ اعتلال المفاصل السكري. وعلى عكس الألم الناتج عن الإصابة المباشرة، يحدث ألم اعتلال المفاصل بشكل تدريجي مع مرور الوقت.

تختلف درجة خطر إصابة الشخص بالتهاب المفاصل اعتمادًا على ما إذا كان يعاني من داء السكري من النوع الأول أو الثاني.

ينتج الجسم كميات قليلة من الأنسولين أو قد لا ينتج الأنسولين على الإطلاق في مرض السكري من النوع الأول، ويتطور هذا النوع من المرض عادة عند الأطفال والشباب، ولكن يمكن أن يحدث في أي فترة من العمر.

يتم إنتاج الأنسولين في الجسم في حالة السكري من النوع الثاني، ولكن ليس بكمية كافية، والجسم لا يستجيب بشكل صحيح للأنسولين المنتج. يعتبر هذا النوع من السكري شائعًا بين الأشخاص الأكبر سناً والذين يعانون من الزيادة في الوزن ونقص النشاط البدني.

الاشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري هم الأكثر عرضة لخطر التعرض لاعتلال المفاصل السكري.

تتضمن أعراض التهاب المفاصل لمرضى السكر الإلتهاب في المفاصل، الألم، الأحمرار، والورم.

آلام في العضلات يمكن أن تصبح أكثر شدة مع مرور الوقت وتسبب فقدان الإحساس بها.

زيادة في درجة حرارة الجسم مصاحبة بتورم وألم حاد في المفاصل.

عدم السيطرة على البول.

صعوبة في الهضم.

انخفاض في حركة مفصل القدم الأمامي وصعوبة في التحرك.

مشاكل العجز الجنسي.

فقدان الشعر وظهور تقرحات على الجلد.

مفصل شاركو :

يحدث مفصل شاركو عندما يسبب تلف الأعصاب السكري تدهور المفصل، وهو نوع من اعتلال المفاصل الناتج عن مرض السكري يحدث في القدمين والكاحلين. تعرف هذه الحالة أيضًا باسم اعتلال المفاصل العصبي.

قد يؤدي الاعتلال العصبي في السكري إلى تنميل في الأطراف، وخاصة في القدمين والكاحلين. مع مرور الوقت، يمكن للفرد أن يشعر بانخفاض أو فقدان الإحساس في هذه المناطق، مما يجعله عرضة أكبر للإصابة بلف أو كسر في القدم دون أن يدرك مدى الضرر.

الكسور والتواءات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغط على مفاصل القدم، مما يؤدي في النهاية إلى تدهورها وتسبب تلفا شديدا يؤدي إلى تشوهات في القدم أو المفاصل الأخرى.

من أعراض مفصل شاركو ما يلي :

احمرار أو تورم.

خدر.

ألم في المفاصل.

المناطق التي تشعر بالحرارة عند لمسها.

تغيرات في مظهر القدمين.

يجب تقليل استخدام القدم المصابة بمفصل شاركو  أو التهاب العصبي المفصلي لتجنب تشوهات العظام. يمكن استخدام دعم إضافي مثل تقويم العظام، وقد يقوم الأطباء بعلاج التهاب مفصل شاركو باستخدام جبيرة .

نخر العظام السكري :

يعرف نخر العظام السكري بكونه نادر الحدوث كمضاعفة لمرض السكري على المفاصل والعظام، ويحدث نتيجة التعرض لمدة طويلة من ارتفاع مستمر في مستوى الجلوكوز في الدم.

يحدث نقص تروية العظام بشكل عادي في حالات السكري، مما يقلل من وصول كمية كافية من الدم إلى العظام، مما يؤثر على أنسجتها ويضعفها، ويمكن في النهاية أن يؤدي إلى تلفها. يجب الانتباه إلى أن العظمة الفخذية هي من بين أشد الأماكن تأثرًا بالإصابة بشكل شائع.

النخر العظمي الناتج عن مرض السكري قد يكون ناتجًا عن تجلطات في الدم أو التهابات في الأوعية الدموية، واضطرابات في تخثر الدم، مما يؤدي إلى تصلب وانسداد الشرايين وتقليل تروية الأنسجة بالأكسجين وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى موتها.

تشمل علامات إصابة نخر العظام السكري على :

آلام بالعضلات.

تورم مفاجئ يصاحبه أحياناً كتلة محسوسة.

حساسية حادة في العضلات وانتفاخها.

التهاب في المنطقة المتألمة بصعوبة في الحركة.

تيبس في الأطراف السفلية (نادر الحدوث).

يوصى مرضى نخر العظام السكري بما يلي:

تقليل ضغط العظام المتضررة يساعد في تخفيف الألم بشكل كبير ويمنع انتشار الضرر بسرعة.

إجراء بعض التمارين الخاصة مع مختص في العلاج الطبيعي.

ممارسة تمارين اليوغا البسيطة.

العلاج بالتدليك.

الاسترخاء وتجنب الإجهاد.

الالتزام بنظام تغذية صحي والحفاظ على الوزن المثالي للجسم.

تجنب أو تقليل استهلاك المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

العلاج الطبي يمكن أن يتم من خلال الجراحة أو من خلال تقنية التحفيز الكهربائي.

متلازمة اليد السكرية :

مرض اليد السكري هو اضطراب يؤثر على مفاصل وعظام الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، ويتسبب في تلف الأوعية الدموية الصغيرة التي تؤثر على تدفق الدم والجلد والأنسجة تحت الجلد. ويكون شائعاً في حالات السكري ذو الأمد الطويل.

يمكن أن تسبب المتلازمة الأعراض التالية :

التهاب النسيج الخلوي الموضعي.

التورم المتغير مع احمرار لون الجلد.

جرح اليدين يمكن أن يؤدي إلى التهاب تدريجي وخطير في الدم.

الغرغرينا التي تؤثر على الطرف بأكمله.

صعوبة تحريك الأصابع وتيبسها (عدم القدرة على تمديدها أو ثنيها).

يوصى باتباع الإرشادات التالية لمعالجة متلازمة اليد السكرية :

ابحث عن الرعاية الطبية عند ظهور أي علامات أولية، مثل الانتفاخ والاحمرار.

ضبط مستويات السكر في الدم.

التدخل الجراحي عند اللزوم.

العناية المناسبة باليدين والالتزام بتناول الطعام الصحي.

الكتف المتجمدة :

تعتبر حالة الكتف المتجمدة إحدى مضاعفات مرض السكري على المفاصل والعظام الشائعة، وتتميز بوجود ألم في مفصل الكتف وتيبس، وتزداد الأعراض تدريجياً حتى تعيق حركة الذراع.

يمكن علاج حالة الكتف المتجمدة من خلال :

تعمل الحقن الستيرويدية على تقليل الألم وتعزيز حركة الكتف في الجسم.

التدليك اليدوي للكتف، عبر تحريك مفصل الكتف في اتجاهات متعددة، وذلك بتخدير كامل، للمساعدة في تخفيف التوتر في الأنسجة.

التدخل الجراحي، لإزالة النسيج الملتصق والالتصاقات من داخل مفصل الكتف، هو إجراء نادر.

انكماش دوبوترين :

يعتبر انكماش دوبوترين واحدًا من تداعيات مرض السكري على المفاصل والعظام، حيث يتسبب في تشوه في اليد ويظهر عادة مع المصابين بالسكري لفترات طويلة.

تصيب هذه الحالة طبقة من الأنسجة تحت جلد راحة اليد، حيث تتشكل عقدة تحت الجلد تتحول تدريجيًا إلى حبل سميك يمكن سحبه ليجعل إصبعاً أو أكثر ينحني نحو راحة اليد.

تظهر علامات انتفاخ الجلد على راحة اليد، وقد يكون الجلد مجعداً، ومع مرور الزمن، يتشكل نسيج تحت الجلد على شكل حبال تمتد إلى الأصابع، مما يقيد الحركة ويجعل القيام بالأنشطة اليومية أكثر صعوبة.

تعتمد خيارات العلاج على تأثيرات الحالة على المريض، ويتضمن العلاج إزالة الوتار الذي يسبب شدة في الأصابع نحو اليد. يمكن تنفيذ هذا الإجراء عن طريق :

الوخز بالإبر لتفكيك حبل النسيج في راحة اليد.

حقن الإنزيم، مثل كولاجيناز الذي يعمل على تليين وتخفيف الشد براحة اليد.

القيام بعملية جراحية لإزالة الأنسجة المتضررة في الكف.

العلاجات المنزلية تتم وفقاً لتوجيهات الطبيب ومع اتباع نمط حياة صحي.