أهمية النشاط البدني لمرضى السكري

يعد ممارسة النشاط البدني لمرضى السكري من الأمور الضرورية لهم، ويرجع سبب أهمية النشاط البدني لهؤلاء المرضى إلى أن اللياقة البدنية والنشاط البدني يجعلان الجسم وخلاياه أكثر حساسية لهرمون الأنسولين، مما يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم والوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب أو تلف الأعصاب.

سنستعرض في هذا المقال بعض الطرق السهلة لتعزيز لياقة مرضى السكري، ونسلط الضوء على أهمية النشاط البدني لهم وللمرضى بشكل عام.

ماهى أهمية النشاط البدني لمرضى السكري ؟

هناك العديد من الفوائد لزيادة النشاط البدني لمرضى السكري، ومن بين هذه الفوائد والأهمية ما يلي :

تقليل الوزن في وقت معين لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة.

الحفاظ على الوزن الصحي المثالي للجسم.

القدرة على النوم بشكل أفضل والتخلص من مشكلة الأرق.

تحفيز وزيادة القدرة على التركيز والتذكر.

التحكم في ضغط الدم.

تقليل معدلات الدهون والكوليسترول الضار.

نصائح للبدء في ممارسة التمارين الرياضية لمصابي السكري :

بدء ممارسة النشاط البدني لمرضى السكري يعد خطوة صعبة ومحيرة، ولكن هنا بعض النصائح للمساعدة في البدء والالتزام.

قم بممارسة النشاط الذي تستمتع به: سواء كانت ممارسة التمارين الرياضية أو لعبة معينة، فإن اختيار النشاط المحبب يضمن الاستمرارية ويجنبك الشعور بالملل. من المفضل أن يقوم المريض بتحديد النشاط الذي يستمتع به ثم يستشير مقدم الرعاية لضمان الحصول على أفضل النتائج.

التدرج في ممارسة الرياضة: ينبغي للفرد البدء بالنشاط البدني ببطء وتدريجياً، دون أن يستعجل، ومن ثم الانتقال إلى مستويات أعلى، على سبيل المثال، يمكن بدايةً الصعود على السلم أو وقوف السيارة بعيداً والمشي قليلاً أو القيام بأعمال بسيطة في الحديقة.

مارس الرياضة مع شريك: من الأفضل بالنسبة للتحفيز والتشجيع وتجنب الكسل والملل أن تمارس النشاط الرياضي مع شريك، فوجود شريك سيزيد من متعة أداء التمارين.

قبل البدء في ممارسة أي نشاط بدني، يجب على الفرد وضع خطة محددة و واقعية لتحقيق أهدافه. يمكن أن تشمل هذه الأهداف تحديد مسافة معينة للمشي يوميًا أو عدد معين من الدقائق لممارسة التمارين. يجب مناقشة هذه الأهداف مع المتخصص الصحي  لضمان تحقيقها بنجاح.

وسائل سهلة لزيادة مستوى النشاط البدني لدى مرضى السكري :

هناك العديد من السبل التي يمكن أن تساعد مرضى السكري في زيادة مستوى نشاطهم البدني، وفيما يلي مجموعة من الأنشطة البسيطة والمتاحة لهم لزيادة نشاطهم البدني، وتشمل ما يلي:

المشي السريع :

المشي يعتبر واحداً من أنشطة العلاج المقدمة لمرضى السكري، خاصة أولئك الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. فالمشي يعتبر من الرياضات السهلة التي لا تحتاج سوى إلى حذاء جيد وخفيف ومكان مناسب للمشي ودون أي إزعاج.

المشي السريع يعني زيادة وتيرة المشي حتى يتسارع نبض القلب. ووفقًا لجامعة هارفارد، المشي السريع لمدة 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع يكفي لتحقيق الهدف الموصى به، والذي يفضل المشي ل150 دقيقة كل أسبوع.

تاي تشي :

تاي تشي هو تقليد صيني قديم يتضمن سلسلة من الحركات التي يتم تنفيذها ببطء وبحالة استرخاء مع التركيز على التنفس العميق.

وفي دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة أبحاث السكري، تبينت النتائج أن تقنية تاي تشي فعالة في تقليل التوتر وتحسين التوازن الداخلي لمرضى السكري.

تستطيع تاي تشي أيضًا السيطرة على مستويات السكر لمرضى السكري من النوع الثاني، وهي رياضة مثالية لتحسين اللياقة البدنية وتقليل الإجهاد في نفس الوقت.

في دراسة نشرت في يناير 2018 في مجلة طب الشيخوخة، تم اكتشاف أن تاي تشي يساعد في الوقاية من تلف الأعصاب، وهو مضاعفة شائعة لدى مرضى السكري.

السباحة :

تعتبر السباحة مناسبة جداً لمرضى السكري، حيث لا تضغط المفاصل كثيراً مقارنة بالتمارين الأخرى، وإضافة إلى ذلك، الماء يساعد على الشعور بالاسترخاء، مما يجعلها رياضة مناسبة جداً لهم.

حتى جمعية السكري الأمريكية تقترح استخدام أحذية مخصصة للسباحة لتجنب المضاعفات القدمية التي قد تنتج من مرض السكري النوع الثاني مثل الاعتلال العصبي.

الدراجة الثابتة :

ركوب الدراجة الثابتة هو وسيلة سهلة ومناسبة لمرضى السكري لتساعدهم في حرق السعرات الحرارية، وبين فوائد ركوب الدراجة الثابتة أنه يقوي القلب ويعزز عملية التنفس بشكل أفضل.

من جهة أخرى، يعتبر استخدام الدراجات الثابتة مناسبًا للجميع، حيث تعتبر وسيلة لممارسة الرياضة في الداخل دون الحاجة للخروج من المنزل. وبالتالي، يمكن للأشخاص المرضى ممارسة النشاط البدني في أي وقت دون الاكتراث بحالة الطقس.

وفي تقرير نشر في مجلة الصحة الأمريكية في مارس 2018، تبين النتائج أن ممارسة ركوب الدراجات الثابتة تقلل من خطر السمنة، وتحد من ارتفاع ضغط الدم، وتقلل من مستويات الدهون الثلاثية.

اليوجا :

تقلل ممارسة اليوجا من التوتر لضبط مستويات السكر في الدم، وهي مشابهة تمامًا لتأثير التاي تشي في تنظيم نسبة الجلوكوز في الدم وفقًا لدراسة نشرت في سبتمبر 2018 في مجلة طب الغدد الصماء والتمثيل الغذائي حول العلاقة بين تقليل التوتر والسيطرة على نسبة السكر في الدم.

إحدى فوائد ممارسة اليوغا هي أنها لا تتطلب ملابس معينة أو أماكن محددة أو حتى وقت معين، مما يتيح لمرضى السكري ممارسة اليوغا في أي وقت ومكان.

الرقص :

يظن الكثيرون أن الفوائد الرئيسية للرقص تكمن في تأثيره على الجسم والعضلات، إلا أن ذلك لا يتماشى مع الحقيقة، حيث إن الرقص يساهم أيضاً في تقوية العقل وتحسين الذاكرة.

من ناحية أخرى، يمكن للرقص أن يكون مفيدًا لمرضى السكري من خلال زيادة اللياقة البدنية وحرق مزيد من السعرات الحرارية، مما يساعد في خفض معدلات السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرقص أن يعزز التوازن العاطفي للمريض وتخفيف التوتر، مما يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.