فرط ضغط الدم الرئوي وأنواعه

فرط ضغط الدم الرئوي وأنواعه

تُعَدّ ارتِفَاع ضغط الدم الرئوي حالةً تهدِّدُ الحياة، وتزداد سوءًا مع مرور الزمن، إلا أنَّه يمكن الوصول لإجراءات علاجية تُساعِد في التخفيف من الأعراض، وتمكِّنْ من التعامُل مع المرض بطريقةٍ أفضل.

قد يتطلب التخطيط بعض الجهد، ومع ذلك، يقوم الكثيرون من المصابين بإيجاد طرق للقيام بجميع أنشطتهم المفضلة بشكل كامل كما هو ما قبل التشخيص.

إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط دم شرياني رئوي، فهذا يعني أنك تعاني من ارتفاع في ضغط الدم في الشرايين التي تمر من القلب إلى الرئتين، وهو يختلف عن ارتفاع ضغط دم عادي.

دعنا نتعرف أكثر عن هذا الموضوع بالتفصيل مع


أنواع فرط ضغط الدم الرئوي

تشمل أبرز الأنواع ما يأتي:


1. ارتفاع ضغط الشريان الرئوي

يمكن أن يؤدي زيادة ضغط الدم في الأوعية الرئوية التي لا تُعرف أسبابها بوضوح إلى موروثة، أو بسبب تناول الأدوية أو التعرض للسموم، أو نتيجة لأحد الحالات المرضية المختلفة، مثل : مرض النسيج الضام، وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وأمراض الكبد.

 

يتسبب مرض القلب الأيسر في ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي.

غالبا ما يترابط ارتفاع ضغط الدم في الرئتين بأمراض القلب الأيسر، مثل مرض تلف صمام التاجي أو ارتفاع ضغط الدم المستديم، حيث أن مرض القلب الأيسر هو سبب رئيس لارتفاع ضغط الدم في الرئة.

 

ارتفاع ضغط الدم في الشرايين التي تصل للرئة يحدث نتيجة لأمراض الرئة.

يتعلق ارتباطًا وثيقًا بمشكلات في الجهاز التنفسي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الجهاز التنفسي العلوي، بالإضافة إلى عدم انتظام التنفس أثناء النوم وأية اضطرابات تنفسية أخرى مصاحبة له.

 

يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية الموجودة في رئة المصاب، وذلك بسبب انسداد هذه الأوعية بشكل جزئي أو كامل بسبب تراكم الجلطات. وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تضرر رئة المصاب وتدهور حالته التنفسية. لذا يجب على المرضى المصابين بجلطات دم مزمنة اتباع خطة علاجية مناسبة وإجراء فحوصات دورية لقياس ضغط دمهم لتلافي تدهور حالتهم.

يشمل ارتفاع ضغط الدم في الرئة الذي يحدث بسبب تجلط الدم في الرئتين، أو اضطرابات التخثر في جسم الإنسان.

 

يحدث ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية نتيجة لظروف صحية أخرى.

يتضمن ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي المتأثر بالاضطرابات الأخرى، وبعض الأمثلة على هذه الاضطرابات هي زيادة في عدد كريات الدم الحمراء وزيادة في عدد صفائح الدم.

 


أعراض فرط ضغط الدم الرئوي

تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم في الرئة ما يلي:

 

ضيق في التنفس.

تعب.

شعور بالإغماء أو بالدوار.

ألم في الصدر.

تسارع ضربات القلب.

يحدث تورّم في منطقة الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن.

عادة ما تتفاقم الأعراض أثناء ممارسة التمارين الرياضية، مما يزيد من صعوبة المشاركة في الأنشطة الجسدية. ولكن، إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط دم الرئوي -الذي يُسَمّى أيضًا بـ ارتفاع ضغط دم الشرياني الرئوي- فقد لا تظهر علامات وأعراض إلا في حالاته المتقدمة.

أسباب وعوامل خطر فرط ضغط الدم الرئوي

في ما يأتي، سنوضح أهم الأسباب والعوامل التي تعرض الشخص لخطر الإصابة بفرط ضغط الدم في الأوعية الدموية الموجودة بالرئة.

1. أسباب ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي

تشمل الأسباب ما يأتي:

لم يتم معرفة سبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني في الأوعية الدموية المؤدية إلى الرئة.

تغييرات في الجين تنتقل عبر العائلات.

يتم استعمال بعض الأدوية المنحفة التي يتم وصفها طبيًا أو الأدوية غير المشروعة، كالميثامفيتامين.

مشاكل القلب الموجودة عند الولادة.

يوجد حالات أخرى تشمل عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، ومرض الكبد المزمن، بالإضافة إلى اضطرابات النسيج الضام.

هناك عدة أسباب تؤدي إلى زيادة ضغط الدم في الشريان الرئوي بسبب مرض القلب الأيسر.

تشمل الأسباب ما يأتي:

يتعلق المرض الذي يؤثر على صمام القلب الأيسر بالصمام التاجي أو الصمام الأبهري.

فشل حجرة القلب اليسرى السفلية.

ثلاثة أسباب تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن أمراض الرئة.

تشمل الأسباب ما يأتي:

 

مرض الانسداد الرئوي المزمن.

تتأثر الأنسجة الموجودة بين الفتحات الهوائية في الرئة.

توقف التنفس أثناء النوم.

يتعرض الأفراد الذين ربما يكونون أكثر عرضة لإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى احتمالية تعرضهم للارتفاعات العالية لفترات طويلة.

هناك أسباب كثيرة لزيادة ضغط الدم الرئوي باستخدام جلطات الدم المعتادة.

تشمل الأسباب ما يأتي:

جلطات دموية مزمنة في الرئتين.

اضطرابات التخثر الأخرى.

يتعلق ارتفاع ضغط الدم الرئوي بظروف صحية مختلفة تؤثر على نظام الدوران في جسم الإنسان، فقد يكون بسبب تضيُّق الأوعية الدموية أو انسدادها أو التهابات في الرئة أو مشكلة وظيفية في صمامات المنطقة المحيطة بالقلب.

تشمل الأسباب ما يأتي:

 

تشمل اضطرابات الجهاز الدموي كثرة خلايا الدم الحمراء وكثرة صفائح الدم المسؤولة عن التخثر.

الأمراض التهابية، مثل الساركويد والتهاب الأوعية الدموية.

تشمل الاضطرابات التي تؤثر على عملية هضم الطعام مرض تخزين الغليكوجين.

مرض كلوي.

الأورام التي تضغط على الشرايين الرئوية.

تشمل عوامل خطر الإصابة بفرط ضغط الدم الرئوي عوامل مثل الجينات والعادات الغذائية غير الصحية وزيادة الوزن وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما يعتبر التدخين عاملاً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بفرط ضغط الدم في الشرايين المتصلة بالرئتين.

يتم في الغالب تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي عند الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 30-60 عامًا، حيث يمكن أن يزيد تقدم السن من خطر إصابة هؤلاء الأشخاص بارتفاع ضغط الدم الرئوي.

 

تتضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في الشرايين المؤدية إلى الرئة ما يلي:

 

تاريخ عائلي لهذه الحالة.

زيادة الوزن.

وجود اضطرابات في عملية تجلط الدم أو وجود سابقة عائلية لحدوث جلطات دموية في الرئتين.

التعرض للأسبستوس (Asbestos).

مرض قلب خلقي.

العيش على علو شاهق.

استخدام بعض أدوية إنقاص الوزن.

يتم تجنب استخدام المواد الكيميائية المحظورة، مثل الكوكايين (Cocaine).

يستخدم العديد من المرضى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية للتخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق.

مضاعفات فرط ضغط الدم الرئوي

تشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:

 

1. تضخم الجانب الأيمن للقلب وفشل القلب

يحدث اتساع في بطين القلب الأيمن في الجزء الرئوي حيث يصبح كلٌف ضخ الدم عبر الشرايين الضيقة أو المسدودة معززًا بشكل كبير. وتطفوا نتائج ذلك في زيادة سمك جدران القلب وإفراط تمدده لضخ كمية أكبر من دم فيه.

 

ومع ذلك، فإن هذه التحولات تؤدي إلى زيادة الضغط على القلب وبنهاية المطاف يصاب البطين الأيمن بالفشل.

 

2. جلطات الدم

تزيد أعلى مستوى لضغط الدم في الرئة من خطورة حدوث تجلطات دموية في الشرايين الصغيرة الموجودة في الرئتين.

 

3. عدم انتظام ضربات القلب

ارتفاع ضغط الدم الرئوي يمكن أن يسبب عدم اتزان ضربات القلب، وذلك قد يؤدي إلى الشعور بالخفقان أو الإغماء أو حتى التعرض لخطر الموت.

 

4. نزيف في الرئتين

يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي في نزيف حاد وخطير يضع حياة المصاب بالخطر في الرئتين وإفراز دم منها.

5. مضاعفات الحمل

يمكن أن يشكل ارتفاع ضغط الدم في الرئتين خطرًا على حياة الأطفال الذين يتطورون.

تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي

قد يُطلب من الطبيب القيام بتحليلات بعض الاختبارات، وهذه تشمل:

1. مخطط صدى القلب

يمكن تحقيق اكتشاف ضغط الدم في شرايين الرئة من خلال استخدام صور موجات فوق صوتية لضربات قلب ينبض.

2. التصوير المقطعي المحوسب

يمكن اكتشاف تضخم الأوعية الدموية في الرئة من خلال التصوير المحوسب، كما يمكن أن يظهر المسح المحوسبي مشاكل أخرى في الرئتين التي قد تؤدي إلى صعوبة التنفس.

3. فحص التهوية والتروية

يمكن أن يساعد الاختبار على الكشف عن جلطات الدم التي قد تسبب ارتفاع ضغط الرئة.

4. مخطط كهربية القلب

يتبع مخطط كهربي للقلب نشاط القلب ويستطيع أن يوضح إن ضغط الجانب الأيمن من القلب متزايد، وهذا علامة تحذير من ارتفاع ضغط الدم بالأوعية الرئوية.


5. تصوير الصدر بالأشعة السينيه

 يمكن استخدام الأشعة السينية للكشف عن التضخم في القلب أو الشرايين، وذلك لتحديد إذا ما كان هناك مرض في الرئتين أو في القلب يمكن أن يؤدي إلى المشاكل، فإذا تم اكتشاف وجود المرض، يمكن معالجته بسهولة.

6. اختبار التمرين

تُرغب ربما منك الطبيب في الجري على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة خلال فترة استعمال جهاز العرض، لعلّهم يلاحظون أية تغيرات في مستوى الأكسجين، وظائف القلب، ضغط الرئة، أو أية مسائل أخرى.

علاج فرط ضغط الدم الرئوي

تشمل أبرز طرق العلاج ما يأتي:

1. العلاج الدوائي

تشمل أبرز العلاجات الدوائية ما يأتي:

 

توسعات الأوعية الدموية هي مواد تقوم بتوسيع الأوعية الدموية.

يعمل موسعات الأوعية الدموية على تحرير وقتل التشنجات في فتح الأوعية الضيقة لزيادة تدفق الدم، والموسع المستخدم بشكل شائع لارتفاع ضغط الدم في الرئة هو إيبوبروستينول (Epoprostenol).

تعمل على تحفيز إنتاج الجسم لعنصر الغوانوزين مونو فوسفات (cGMP)، وهو الذي يؤدي إلى تخفيض درجة انقباض الأوعية الدموية وزيادة امتلاءها بالدم، ما يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم. كذلك، فإن هذه المحفزات تُستخدَم في علاج فرط ضغط الشرايين في حالة عدم استجابته لعلاجات أخرى.

يزيد هذا الصنف من الأدوية من إفراز النيتريك أوكسيد داخل الجسم، وذلك يشتغل على إطلاق العروق التي تستخدم في تمرير الهواء، وتقليل حدة الضغط بالرئتين.

تعمل المواد المضادة لقنوات الكالسيوم على الحد من دخول الكالسيوم إلى خلايا العضلات في الجسم، مما يقلل من تشنجات الأوعية وتحسين تدفق الدم. وتستخدم هذه المواد لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض قلبية أخرى.

هذه الأدوية تعمل على تخفيف توتر جدار الأوعية الدموية من خلال زيادة جرعات حاصرات قنوات الكالسيوم.

الوارفارين (Warfarin)

يعد الوارفارين من أدوية تخفيف للتجثر والتخثر في الأوعية الدموية، ويمكن صرفه من قبل الأطباء كجزء من خطة علاجية إلزامية لمنع حدوث جلطات دموية ضارة في شرايين الرئة.

الديجوكسين (Digoxin)

يعمل هذا الدواء على تحسين نبض القلب وزيادة ضخ كمية أكبر من الدم، وبالتالي يمكن استخدامه للتحكم في عدم انتظام نبضات القلب.

مدرات البول (Diuretics)

يقلل استخدام هذه الأدوية من الضغط عن طريق مساعدة الكلى في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.

العلاج بالأكسجين (Oxygen therapy)

يتم توصية البعض بأحيان استنشاق الأكسجين النقي للتخفيف من ارتفاع ضغط الدم في الرئة، وخاصةً للذين يسكنون في مناطق مرتفعة أو يعانون من توقف التنفس في فترات النوم.

2. العلاج الجراحي

تشمل أبرز العلاجات الجراحية ما يأتي:

فغر الحاجز الأذيني

يمكن أن يوصى بإجراء عملية جراحية مفتوحة للقلب في حال عدم استجابة الأدوية لأعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي.

زرع الرئة أو القلب والرئة

قد يقترح في بعض الأحيان زرع أعضاء مثل الرئة أو القلب والرئة، وخاصةً للأفراد الذين تحت سن البلوغ ويُعانون من ضغط دم شرياني رئوي مجهول المصدر.

الوقاية من فرط ضغط الدم الرئوي

يمكن اتباع خطوات احترازية للوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي، وذلك عبر إدخال تغييرات صحية في نمط الحياة والسيطرة على الضغوط العالية وأمراض القلب التاجية وأمراض الكبد المزمنة وأمراض الرئة المزمنة التي يُعزى سببها إلى استخدام التبغ. ولا يمكن أن يتم التصدي لكافة حالات ارتفاع ضغط الدم الرئوي بشكل كامل.

المعلومات المذكورة في المدونة الطبية ليست إستشارة طبية أو علاج هي فقط معلومات عامة ولا تغني أبدا عن زيارة الطبيب أو أخذ علاجات دون إستشارة الطبيب المعالج

احجز عند أفضل دكتور انف واذن وحنجرة