كيفية التعامل مع السمنة المفرطة وتأثيرها على الصحة النفسية

في مجتمع متأثر بالثقافة الرفيعة، يعتبر العديد أن البدانة تسبب الاكتئاب، أي أن البدانة تجعل الأفراد يشعرون بالاكتئاب. ومع ذلك، العلاقة بين البدانة والاكتئاب تعتبر علاقة معقدة، حيث يمكن للإكتئاب أن يسبب زيادة الوزن بشكل فعلي.

سنتعرف في هذا المقال على كيفية العلاقة بين البدانة والاكتئاب، وطرق التغلب على هذه المشكلة.

العلاقة بين السمنة والاكتئاب

العلاقة بين السمنة والاكتئاب تعتبر علاقة معقدة، حيث يؤثر كل منهما على الآخر بشكل معين، فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، والأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

زيادة الوزن الناتجة عن الاكتئاب

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من زيادة أو فقدان الوزن، ولكن نسبة تقدر بحوالي 43% منهم يعانون من السمنة، ويعود ذلك إلى الأسباب التالية: [1،2]

الاكتئاب يؤدي إلى زيادة الشهية وتناول الأطعمة غير الصحية، التي تسبب زيادة الوزن والسمنة مع مرور الوقت.

تقليل الرغبة في ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن نتيجة للإصابة بالاكتئاب، حيث يؤدي الاكتئاب إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة السابقة التي كانت ممتعة وتصبح بشكل مفاجئ عادية، وهذه الحالة تسمى بفقدان التلذذ.

تنشأ علاقة بين البدانة والاكتئاب أيضاً من خلال تأثير الاكتئاب على قدرة الشخص على التحكم في مشاعره، مما يؤدي إلى اضطرابات في الأكل مثل مرض الشره 

عند الإصابة بالاكتئاب، يزداد هرمون الكورتيزول الذي يلعب دورًا في مقاومة الأنسولين والسمنة. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى زيادة مستويات الأنسولين وانخفاض نسبة السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية وزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

الاكتئاب الناتج عن زيادة الوزن

تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 55٪ مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منها، ويعود ذلك إلى التأثير النفسي للسمنة على الأفراد. وكلما زاد مؤشر كتلة الجسم ، زادت احتمالية تطور الاكتئاب. ايضا، تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بعوامل مثل الاكتئاب.

ألام المفاصل.

مرض السكري ومقاومة الأنسولين.

ارتفاع ضغط الدم.

التهابات في الجسم.

الاضطرابات الهرمونية.

ترتبط السمنة بالاكتئاب لعدة أسباب، بما في ذلك تناول الطعام الغني بالدهون الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، والذي يعد العامل الرئيسي في زيادة الوزن.

بعض أساليب علاج البدانة قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة بالاكتئاب، نظرًا لتأثيرها السلبي على الحالة النفسية. فشل اتباع حمية معينة لفقدان الوزن يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك، تزيد الظروف الاجتماعية من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بسبب الوزن الزائد، نتيجة الثقة المنخفضة بالنفس والتمييز الذي قد يتعرض له المرضى.

طرق التغلب على الاكتئاب والسمنة

من الضروري علاج الاكتئاب والسمنة كلا على حدة، لأنهما يتأثران بشكل واضح فيما بينهما. يُنصح بأن يتلقى الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب والسمنة معًا العلاج التالي: 

الحصول على قسط كاف من النوم.

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى لو كانت لفترات قصيرة، تساعد في زيادة إنتاج الإندورفين الطبيعي الذي يساهم في مكافحة الاكتئاب، وتقليل الوزن الزائد، وتحسين الحالة العامة للصحة.

اتباع التوجيهات التي يوصي بها الطبيب لعلاج الحالة.

مخاطر الإصابة بالسمنة والاكتئاب معًا

تعد السمنة والاكتئاب عوامل خطر للعديد من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك:

الألم المزمن.

اضطرابات النوم.

ارتفاع ضغط الدم.

مرض القلب التاجي.

مرض السكري.

لماذا تؤثر البدانة الزائدة على الصحة النفسية والعقلية؟

1- جودة الحياة

غالباً ما يواجه الأفراد الذين يعانون من البدانة الزائدة صعوبة كبيرة في القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، بسبب وزنهم الزائد الذي يجعلهم غير قادرين على ممارسة حتى الأنشطة البسيطة، خاصةً إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة.

2- نظرة الآخرين

يعتبر معظم الناس أن مرضى البدانة الزائدة كسالى وغير قادرين على أداء المهام بكفاءة، وهذا يفسر سبب رفضهم في الحصول على الوظائف التي يتقدمون لها.

3- الوصم الاجتماعي

يميل المصابون بالبدانة المفرطة إلى الانعزال، ويعود السبب إلى الإهانة الاجتماعية التي تطاردهم أينما ذهبوا، بالإضافة إلى التنمر الذي يتعرضون له من قبل بعض الأشخاص بسبب مظهر أجسادهم.

4- الالتهابات

أظهرت بعض الدراسات أن زيادة نسبة الدهون في جسم مرضى السمنة المفرطة تسبب ارتفاع في مستويات الالتهابات، مما يضعف الجهاز المناعي ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.